|
شعر
أخطر حب في عيد الحب
...
خلدون جاويد
" سيكون من المستحيل طلب يدك الآن من زوجك !!!! لكن ومهما تقدمْت ِ في العمر ، لن تمر جثتك ِ بسلام .. التوقيع خ-ج .. مستشفى الجنون ، قسم الموت ... ". في هذه الليلة الحالكة السواد حيث الغيوم والمطر والرياح وحيث لا أحد في الشوارع سوى مصابيح تهتز وتنطفئ سأمضي حاملاً مِعولا ً اُخبّؤه ُ في ثنايا ثيابي ... أمضي الى سور مقبرة أعبر بلا أُبالية ... بانتحار .. لن ابالي بحكايا جدتي عن الجن ومصاصي الدماء سامضي كالنمر باتجاه قبرك اعرف اين هو .. لأنني ازوره منذ أيام وأنثر عليه الورد والدموع سأمضي الى هناك ... وبالمعول سأدق الأرض طوال ساعات الليل سأعمل بهيستريا ... وسط الوحل والماء والرعود والبرق والقهقهات المخبولة سأتوغل نحو جثتك سأستلها من اللحد ... سأرفعها ستتساقط هي على يديّ لكثرة الوحول سأحملها لا بد أن أحملها سأمضي بها كالطائر الجريح كغراب روسيني السارق كالقسيس فالنتين الموجوع والمقتول بالحب سأهرع بها بعد أن أشدها الى كتفي سأنطلق كالريح الى كواليس المدينة الى حيث بيتي في الأزقة الخلفية سأدخل كالمنتصر الى رواق بيتي هناك ... سأضعها اغلق مزلاج الباب والدم والدمع والعرق يتسَيّل من وجهي وعنقي وكل انحاء جسدي المرتعش سادخل بها الى حجرة الاستحمام ... لن امزق الكفن تلك خطيئة كبرى سأغتسل معها هكذا من كل ادران الكراهية وسوء الفهم لكن سيتاح لي ان اتخيل وجهها نائمة وراء كفن وشعرها الأسود الطويل حد الورك وجمالها الذي هو صورة عمري وكنهي ومغزاي سأتطلع بوجهها كثيرا كثيرا سأجهش وانوح وانتحب واناديها باسمها : " ...... " حتى اشفى من البكاء سأمضي بها الى حجرة كنت قد احضرت لها حفرة فيها سألقيها هناك بتؤدة وبالورد سأطمرها عندي سأبني عليها ملاطا ابيضَ ناصعاً كالضمير كالحليب كالحب هو قبر لها وسرير لي !!! على خيط الغبش الخافت ساُكمل اللمسات الأخيرة ... في شعاع الصباح الأول سيكون كل شئ قد عُمِّر وازدهى قبر جميل على هيأة غرفة عرس سأنظف وأُمهد واعد كل شئ لحقيقة تشبه الحياة بل هي الحياة ... فأنا سأمتد على قبرك السريري الهيأة هناك سأضع وجهي حتى الموت ... على الملاط وسأُشابك ذراعي ّ على جانبي قبرك سأستلقي بمتعة لاتوصف ... سأدفع بعظام صدري على سقفك ، اعني فراشي سأهدأ ... سأتأمل ... سأتذكر يوم سهرنا مع جورية حمراء ووضعنا قاربا ورقيا في نهر . هناك سأنام ... سأُقيم طقوس الذكريات كل ليلة هناك هناك فقط وفي كل مساء ... اشعر أني اعيش ستسيل دمعة أخيرة من موق عيني على الملاطة دمعة دم قانية تسيل من عين مطعونة بك وجفن يمزج بماء الورد دمعته ليكتب لك في عيد الحب من كل عام : احبك .... الى ما لا نهاية احبك ...
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |