شعر

ما الحسنُ إلا آيةُ الإحسانِ

كريم خلف جبر

ما الحسنُ إلا آيةُ الإحسانِ

قد صاغها حرفٌ من الايمانِ

في وجنةٍ مجنونةٍ خجلى وكم

أغوت بها عوداً من الريحانِ

كالسُحبِ مرَّت أودَعت انسامَها

في كُمِّ أيك ٍ مُفرعٍ ريَّانِ

طَلَّت وَهذا الطلُّ من أغصانِها

يَندى بِها ظلٌ مَن الاغصانِ

الوجهُ بدرٌ أشرقَت أنوارُه

صُبحاً وهَل مِن لفتةٍ للبانِ

مالَت وَهذي أضلعي يا ليتها

أرجوحةً يَنأى بها وِجداني

ياروح عودي نامي في أحضانِها

شُعّي بعين ِ المدنفِ الوَسنانِ

شمّي عبيراً هبَّ مِن انسامِها

ما عاشَ مَن يَسعى إلى هجرانِ

راياتُ علمٍ لاحَ في مَكنونِها

اسمٌ غشاهُ الليلُ في الأكوانِ

لكنَّها فزَّت وفي أحلامِها

طيفٌ سَرى في مخيَلِ النعسانِ

ناشدتُها طوفي على الأزمانِ

واستَنطقي صُمّاً عنِ الآذانِ

دُقّي على أعتابِهم واستَصرخي

صوتَ الذي أَربى على التيجانِ

عال العلا ميزانُ عدلٍ صادقٍ

قد علّم الأنسَ ومَن بالجانِ

هَديٌّ مِن الرحمنِ في آلائهِ

نور بَدا في أول الأديانِ

طه وفي التَنزيلِ كَم نادى بهِ

شأنٌ ومَن ذا مثلهُ كالشانِ

في مثلِ هذا اليوم هَل أشكو أنا

ما الشَكوى إلا ضيعة الولهانِ

يَلتاعُ قلبي يا لها مِن لَوعةٍ

هاجت وكم بالروح من إشجانِ

إنّي غريبٌ ها هُنا يا سَيدي

يا غُربةَ المنكوب ِ في الأوطانِ

دَمعي كنزفِ العودِ مِن أطرافهِ

إذ يَكتوي في مَوقدِ النّيرانِ

مِكيّالُ هَمي زادَ عَن مِكيّالِهم

كَلّوا وان كالوهُ بالأطنانِ

روحي أنا مَنفى وكَم بلَّغتهُم

ليَتَ الذي يُنفى بِها يَلقاني

رِفقاً بنِا يا مَن أناخوا فوقَنا

ياويلَ من يجثو بلا سيقانِ

إني أنا المذبوح في غدر الورى

إني أنا المولود في الأكفان

أوجاعُنا بَرقُ المدى ياسيّدي

خَطَّت حروفاً في صَدى الأزمانِ

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com