شعر

قسماً بربي

هيثم هشام العزاوي

قسـماً بربي و قلـبي الـحزيــن ْ

قسماً بـِصبري وشِعري الدَفينْ

قسماً بعـمري وتـِلـكَ السنينْ

قـسماً بشعـبي وبالــرافـديـن ْ

سـتبـقى عـراقي و نور العـَينْ

ففي ذاكرتي تزدحمُ الأحداث

نقاط ٌ للتفتيش

مناجمٌ للسجون

وسحابة حرب ٍ تـُمطـِرُ الهزائهمَ

بينَ حين ٍ و حينْ

لتبقى يا وطني مُرتشفا ً

صَبغة َ الأوجاع ِ

و الصبرَ والأنينْ

لعلـَّكَ تـُبَلِلُ جفاء َ العظامْ

فننصتُ لصرخات الصغار المنطلقة

في رحُم الرصاص

ونشاهدُ الأجساد َ

على أسرة ِ المشانقْ

فـَ آ ه ٍ يا وطنــي المزروع

في فوهة ِ البنادق

آه ٍ يا وطنــــي الموشوم ِ

بالمحارق

كَمْ من حدث ٍ فيكَ يدق ُ ابوابَ القصيدة

وكم مِنْ كربلاْ ٍ تجري في ذاكرتي الرقيدة

وكـمْ من دماء ٍ فيكَ تسيلُ

وكَمْ تلهثُ الأشواقُ

والدروبُ بعيدة

وكم من أم ٍ بقتْ تتلو الدموع َ

دعاءً قبل صلاة ِ الإحتضار ْ

وباتت شهيدة

وكم حاولتُ أن اكتبَ شعراً

لنهريكَ

فغرقتْ

وحاولتُ أن أرسمَ طفلا ً

وعشبا ً وناراً

فأحترقتْ

وأن أبنيَّ فيكَ شيئاً و داراً

فأنهدمتْ

أن اكونَ فوق َ الآغصان ِ عشاً

فوقعتْ

أن أوقِظَ الناس من حولي

وفشلتْ

ورأيتُ السحبَ فيك تغدوا نارا

والشمس َ فيكَ تلهو إعتصارا

وكيفَ قد غدا فيكَ الصديق والأخُ وباتوا عارا

وكيف بات الكل فيك وهما و غبارا

فأصابعاً تحملُ للدجى حقد الأقلامْ

وشظايا الخطوط تلاحقكَ

وأنتَ على وشكِ الوداع

أضناكَ الدم يا وطني

وهدكَ الصراعْ

وعلى ظفتيكَ يحتضر النخيل ُ

يتمزقُ الشراعْ

والطرقاتُ تزدادُ تيها ً و ضباعْ

وأنأ أرى الأعناق تـُشنقُ

دون إنقطاعْ

والمسافاتُ تمتصُ دمائنا

وفي احشائناِ تزداد

بقع الصراخ

وساساتنا ما زالوا يرشون

على الأجسادِ

رائحة الأنتقامْ

ويرسمون على أجساد النساء

أوشمة ً للرغبة عن

السلام

ويقتلون كل من أتقنَ مخارج الالفاظ

ففي إنتصاف كل ليلة ٍ يصلبُ المسيح

وعند كل فجر ٍ يعيدون قتل الحُسينْ

لتبقى تنزف الدماء غدراً ولا تستريحْ

وأوراقُ التأريخ فيك تسابق

الأجواء إلى الريح

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com