شعر

بطاقة مندائية في عيد الأيام البيضاء ...

ذياب مهدي آل غلآم

لطهرك المندائي الأصيل

تفجر الماءُ في الطبيعة ،

وتململت الأنهار في احضان السماء

عيدا للورد ومهرجانا للحياة

عذوبة للينابيع الزاكية

وسماحة للقلب الحنون

ماء ً ماء ً ماء

يغسل الأدران

من عمق الجنين المبارك

ومن قلوب الآثمين

يطبع على الروح والجسد قبلة الاخاء

الماء .... لا الأحقاد .

الارتواء لا الظمأ

الجـِنان لا الصحارى

الابتسام لا القنوط

الصداقة لا الميليشيات

المندائية لا الجهل والطائفية

انهار وانهار

واعراس شجر .

الكأس المملوءة ... والتي الى النصف

والقطرة الواحدة

والسحابة على جبهة الكون

كلها كلها

أناشيد حياة

وأنغام فرح

مندائيون طالعون من الندى

وحبة المسك

وريحانة النور

ذاهبون الى ثراء الجسد والروح

بالعطاء

بالمجد ، بالوداعة ، بالحنان

مندائيون قلوب لاتعرف سوى الابتسام

لأن الماء هو ابتسامة الحياة

والفرح صنوها

والتهاليل رديفها والسعد والابتهاج .

لاحجر بسمو كأس

ولا تراب بعلوّ ِ انتهال

ولا اوحال بنـَيافة ِ شقائق

المندائيون سندس الأرض وعطرها

السكاكين تصدأ ، الماء هو الخالد

الخشب يتآكل ، النهر يتدفق

القصور تهوي

عيون الزمزم تتراقص

الأموال تتجمد ، الينابيع تسيل

الماء الماء الماء

حساء الجوعى

وكساء المظلومين

ودواء المرضى

الماء الاُم الحنون

اليه ننتمي

لا الى الرصاص

الى ضفاف دجلة والفرات

لا الى حراب القتلة

الى الاغتسال من الأمس

لا الى الانشداد اليه

الى ماء الورد

لا الى عفن الكتب الصفراء

الى رواء الخد

لا الى شفة متشققة

الى ثغر زاك ٍ

لا الى فم الدكتاتور الأعوج

الى بريق العيون

لا الى اللون الأسوَد الكالح

الى البحر

لا الى سفاكي الدماء

الى الأشرعة والسفر في الأكوان

لا الى التكايا والأقبية

حيث تـُخصى الأذهان بالقراءآت المريبة

وتقطـّع الأعناق بالنصال

نحن مع الغدران جريانا

مع جدل هيراقليدس

حيث لاندخل النهر مرتين

فالنهر جار ٍ

وهو ليس هو في اللحظة التي تليها

انه الحياة

انه اليوم والغد ، انه الجـِدّة والإستمرار

الماء الماء لايتوقف

الأفكار وحدها التي تتوقف في سير الأزمان

لتغدو مستنقعا

الأفكار كالماء

اذا لم تجر ِ تستحيل الى بركة آسنة

تماما كما يحدث اليوم

حيث الرياح السامة

القادمة من ادمغة الكهوف المتحجرة

ومياه صرف المسالخ !

من بطون كتب الغزوات وانتهاب المال .

الماء يجري لابد ان يجري

طاهرا من دون قراصنة

انه ماء يوحنا المعمدان

وقداسة " كنزا ربا " ،

انه الكوثر اللآمتناهي

حيث تكون المندائية قلبه وروحه وكيانه

المندائيون " انشودة مطر" الكون .

وعيد الصداقة الأبدية .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com