|
شعر
إسراء في ثلاثة اتجاهات* برهان الخطيب أول
أول قصدتُ الجنائنَ حالما** بدعوة من إسراء ِ تأبطتُها وأُسرى بي إليها بسحر من أسرِ حسناء ِ جاد الزمانُ بمرآها في روضةٍ غناء ِ * هوسبي قالوا اسمها وهوس بي حدّ انتشاءِ يمنيني بوصلٍ وطيب أصلٍ وضمٍٍ بعد فصلٍ بخير الانتماء.. * لكن الهواجس تخرمتني ألحّت تنم عن استياء بين التعقلٍ والاشتهاء حذار غدرة الهوى حذار كثرة الرقباء أنت في واد وهي لمثله والصراط مزحوم بكأداء ِ * وفي حمى التردد والانكفاء تكرر فيّ سمعي بلا انتهاء كيف تنسى انتظار هيفاء طويلا على سلم دون إعياء ومن كبوتي انتشلتني لعلياءِ بترحاب ودود على استحياءِ * فكيف لا أهوى في هواها وكيف لا أطمع في سناها قد أزهرت بيدائي إذ التمسَتْ بعضَ أمطاري وأنبائيِ * هذي.. بل كلٌّ الجنائن مغلقةًٌ وكلٌّ الأماني معلقةٌ ببسمة حلوة الأصداءِ لو غامت أو انكسفتْ اكفهرت أنوائي بشمس ظلماءِ وامّحى ظلي ورائي * اصطفيتُك فاصطفيني يا خفراء ولو.. لكذبة بيضاء دعيك من كبر الرجاء دعي الأبوابَ مشرعةً لكل الأرجاء وإلاّ طالَ هذياني وطالَ كلَّ الأمداءِ * إسراء.. إسراء.. إسراء.. كل حياتي إسراء فوق ممالك مزروعة رثاء أبحث عن امرأة بين نساء استثنائية تنتشل من غدراء بل عادية و.. مثلكِ حوراء تؤكد أخيلتي وأنا إصغاء فمتى تعيديني إلى نفسي ومتى نصبح وكذا نمسي متى نرفل يا إسراء معاً وأبدا بالسراءِ في دنيا بك وضّاءِ *
ثان أيها الشاعر شبه الغبي تتفنن أو حقا أنت عيي لا تتعالم رجاءً كصبي على عالمة منها تتعلم فتعال خذ الحقيقة أسلم ولو شئتَ تمشعر وتألم * لا حياتك ولا اسمي إسراء ليس كلانا من ذاك الهراء أنا موكلة بسماع الآراء ومثلك مميزة بأعين خبراء تهتَ أنت بين أرض وسماء ومهمتي فحص هذي الفيحاء خوف مفخخة منكَ تلبية لنداء يسري الآن في دم وكلِّ فضاء * وها أنتَ هنا كأنكَّ نجمُ مساء تتمختر تتحفنا بمعلقة عصماء يلوّنني همُك فيها بكل إباء ورياء بحب مفتعل منتعل رغابا شعواء أغرقكَ حتما بأمواج من أثداء وأنا أنقب فيك عن خطر عن أعداء وأنتَ تسمو بكلمٍ ونظرٍ فوق الأشياء تغويني بوهمٍ بشِعرٍ وتثبرني الأنباء هذا شاعر ظهر ليس ككل الشعراء * يبحث في عيني عن هدي وصفاء وأنا أرحب حائرة كأن عليّ بلاء في عينيه ثلج.. وأنا في رمضاء وما لقيت منه غير كذب وخيلاء *
ثالث ايتها السيدة مهما كان الأسم أحرر لكِ هذا المحضر للعلم لا تحسبي أتغنى من غير فهم وقد أتمنى أتعنى أتفنن حقا أترنم من أجلكِ يا ذات المعنى من أجل كلّ مهم لكن طلبي أبدا لا الجسم بل الرسم * أتمنى أتغنى أتعنى هربا من محدود مرئي وغير مرئي يقيِّدني بنواسي عهود روحي تهفو بطيران عنه نحو وجود يستوعبني.. وإذا أنتِ خشّبكِ جمود حين رأيتكِ تخيلت إقلاعي نحو خلود لكنّ أفاعي التفت حولي وأنا عارف أن الحب لم يعد المقصود في البدء الكلمة والآن قيود مات الحب وما عاد لعاشق مردود غير جمال مما يخلق ويراه المعبود سأغني بصمت في عالم كله رعود من غير شِعر ولا خمر ولا عود *
ليس إسراء لا كلمات لاحقا سيادة السامع والقارئ ابتليت بإحساس مرهف وحكم طارئ لا ينقذني منه الحلم والنظم ولا البارئ ولا يغني التغني بقرد قافز ونقد هازئ حولي حرب وضرب وأنا لستُ البادئ
ـــــــــــــــــــــــــــــ * عن (العرب الأسبوعي) عدد 26 نيسان 2008 ** للخطيب رواية عنوانها (الجنائن المغلقة) فالمعنى متداخل هنا
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |