شعر

 

خـردوات

 

 يحيى السماوي

  لأنه  لا شيءَ  يملأ  جداولَ قـلب الـقـرويّ

 

 بكـوثـر  الفـرح

 

كحفـيـف الشـجـر ِ ورنيم ِ الـنـاعور ..

 

وليس ما  يُـغـوي ربابتي بالشـدو

 

كـهَـديـل الحمـائم  ..

 

فقد قررتُ الـعـودة َ إلى قـريـتي

 

هاربا ً من حضـارة الإسـفـلت

 

في عصر ٍ يتوجَّبُ فيه على الصعـلوك

 

أنْ يـتدلـى من سـقف الـمدينة  كالوطواط

 

أو أنْ يَـقـِفَ على رأسـه

 

ليرى الأشـياءَ

 

في وطـن ٍ يمشـي بالمقـلوب ...

 

سـأعـود إلى حـقـلي المهجور

 

وإذا لم أجدْ مِـحـراثي الـقـديم

 

فسـأحرث أرضي بأظافري وأضلاعي ..

 

لذا :

 

أعـرضُ فوق الرصيف أغـراضي القديمة ..

 

إليَّ ... إليَّ  أيـها الهمجيون ..

 

عندي وَرَقٌ يصلح لكتابة رسائـل العـشـق

 

ولصَفـَقـات ٍ سـريّـة ..

 

عندي أقـنِـعـة ٌ ..

 

ولِـحى ً كـثـّة ٌ تصـلح للجهاد المـفـخـّخ ..

 

وخـوَذ ٌ فـولاذية ٌ

 

كالتي دَفـَنـَهـا " الأشاوس " تحت الرمال

 

قبل أن يَـفـرّوا إلى بغداد

 

لاسـتِلام " أنواط الشجاعة " ..

 

وعندي بندقية صالحة للإسـتخدام

 

إشـتريتها من جندي عراقي نبيل

 

لا بالدنانير ... إنما

 

بوجـبـة عشـاء و" دشـداشـة " قديمة

 

حين قـرّرَ الهروبَ  من " الجبهة "   ..

 

إليَّ ... إليَّ أيها الهـمجـيّـون ..

 

عندي فِـتـَنٌ  ... ومـعـارضـون للإيجار ..

 

وشِـعارات ٌ تـكـفي لاتـّسـاخ جدران المدينة ..

 

وعندي " دم / قـراطيـة ٌ " بالتـقـسـيط :

 

" دمٌ " حيـن دفع أول قسـط ..

 

و " قراطية " حين دخول التابوت  !

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com