|
شعر
يا ليلَ مدينتِنا ..!! د. جاسم ألياس
وَدَّعـْنا كلَّ العرباتِ وما جالَ الدمعُ ، بكينا غـُرباءَ ، كلُّ الخطوات ِ تهربُ منـّا ، حتى الأسماءُ أحيانا ً تنكـُُرُنا . يا ليلَ مدينتِنا ماذا يبقى إنْ كانَ الخبزُ بلون ِالدمْ ماذا يبقى إنْ كان الحلمُ خـَجـُولا ، ماذا يبقى عَـزَّ عليَّ الذلُّ ففاجَأني مُذ عشرينَ أراني بين الشوك ِقتيلا .
في آخر ِ ليل ٍ من آذارَ رأيناه ُجميلا يدخلُ فينا مُلـْـتفـَّا ًبالنار ِ ، يُغنـّي للأرض ِ ويعرفـُها حَجَرا ً حَجَرا ، كان إذا جاع َيبدو أَلـِقا ً، يتغشّاهُ الهمُّ فتأتيهِ الدمعة ُشـَزَرا ، كانَ يهبط ُفي القلب ِ وكنـّا نهبط ُ خلفَ سرائرنا ، حين رأيناه ُيغادرُنا أحببناهُ ، رسمْـنا وجهَه ُبين أكاليل الغار ِ وعرفنا أنَّ اسما ًغاب وكنـّا جلادّيه ِ .
قال الناسُ : رأيناه ُعلى جبل ِالزيتون ِ كان كماء ِ العين ِ بهيّا باركهُ الله ُ وما كان نبيّا لكنْ عشقَ الفقراءْ .
يا ليلَ مدينتنا كلُّ الأشياءِ تموتُ هنا واقفة ً في الظلِّ وتمشي .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |