كن فسيحا ً كإله ...
خلدون جاويد
كن فسيحا ً كإله ٍ
بظلال ٍ وارفة ْ.
من اجل الانسان ،
تألـّهْ
فالانسان اولا
من اجله تأتـَلـِقُ
المصاحف
الانسان اولا
من اجله الماء
والنار والهواء
والكلأ
من اجله الحال والمال
الانسان اولا
لا حجارة الجامع
الأنيقة
ولا ايقونات الدير
الملونة
ولا مرمر ولوحات
الكنيسة
ولاذهب المراقد
المنيفة
الانسان اولا
لأنه ارقى صورة و "
تقويم "
من اجله تتعانق
الأديان والفلسفات
في ظل المحبة الشاملة
الانسان هو الرُقيا
لا امحُقـُه من اجل
كلمات
واغتاله بمرسوم
اكليروس
واسمله بقرار
أيديولوجيا
لا انزل به للحضيض
وارفع عرشا لمليك ٍ
مارق
لا ادوس على جبينه
الفذ
من اجل منبر
الانسان اولا
ومن ثم الكلمة
ومن بعده الشموس
والاقمار
كل شيء من اجل خطاه
الجسور والمسارات
جميعا
الانسان اولا
بدونه لاتوجد بداهة
الحياة
لا الكراريس ولا
الكواكب
الانسان الانسان
حافظوا عليه
ضعوه في حدقة العين
ارتقوا بكرامته
لاتدعوه يشحذ في
المنافي
لاتدعوها تبيع جسدها
تترمل وتـثـكل
لا تدعوا الغبراء
تأكل ابناءها
وداحس تمضي بهم
للسعير
لاتدعوها بلا فلسفة
حب البشرية
لاتحرموها فهي نصف
الاكوان
ومنجبتها الى الابد
المرسوم
اُمٌ جاهلة جيل جاهل
الانسان اولا واخيرا
كن معه
قف معه
لاتعامله سنا بسن
وعينا بعين
كن فسيحاً كإله
ثالوثـُـكَ الرحمة
والمحبة والتسامح
معه ابدا ابدا
ويدا بيد
من اجل غصن سلام
نمضي معا في مسيرة "
الحق العظيم "
نحو الشمس
لنقل لها
زيدي وجودي
بضوئك على الاخيار
والاشرار
وعلى شجرة
تمنح تفاحتها
لمن يرميها بحجر
وعلى الامطار
ان تمنح ذاتها لكل
حقول الدنيا
فالماء والارض
والثمار
جميعا للانسان
الانسان الانسان
الانسان
مهما كان كن معه
اينما كان كن معه
كن معه
فبه وحده يولد عصر
جديد
وتنهض الأرض
من مهدها الدامي
وتقف على اقدامها
البشرية
ولن تذبل روحُهُ
فالانسان وردة
نجومية اللونْ
على ضفاف زرقة الكونْ
.