شعر

العراق الأمير ...

 

خلدون جاويد

 الى متى نكتبُ عن عراقـِنا الكسيرْ ؟

قد شـُلـّت الرؤى واندحرَ التفكيرْ !

والشعبُ في محرقة ٍ يسكن مُجْهضا ً

والمجرمون وحدهم من يرسمُ المصيرْ  !

بعضٌ يجز لحمَه بالجوع والترويعْ

والبعض بالقتل وبالتشريد والتهجيرْ

ودجلة ٌ تـُساق للجفاف ِ لليباس ْ

واهلـُها للذبح للحرق وللتفجيرْ

الى متى نكتب عن عراقِنا ، عن غده ِ

وهْوَ يعاني الموت والتخريب والتدميرْ

هذا الفرات بالدماء لا أخ ٌ لهُ

ولا شبيهٌ بالبُكا ! .. قل له نظيرْ

ادياننا قد فرقتنا شِيَعا ً ولا

تجدي بلادي شلة سوقية التفكيرْ

عراقنا  بين الحضارات هو الهباءْ

أمسى وبالتخلف الأولَ والأخيرْ

متى اذن ينهض من خنوعِهِ المذلّ ِ بلْ

ركوعه أمامَ منبر البغاء الحقيرْ

أمامَ الخطل الحزبيّ والتناحر الدينيّ

والطوائف السقيمة الطوابيرْ

الى متى العراق لايسودُهُ الاّ الرديءُ

القائدُ الجلاّدُ والمحاصصُ الشريرْ

قد أطفئوا العراق وهو شعلة الاولمبْ

القوا به للحرب للردى لدود الحفيرْ

على بروميثيوس السنى قد اطلقوا الرصاصْ

وكبلوا ارسطو طاليسَ كسيراً أسيرْ

هذا العراق بالملايين من الايتامْ

وبالثكالى غارقٌ في النار والسعيرْ  

يظل مقتولا ً مبادا ً خالدَ الجراحْ

لكنْ على كفـّه ِ فردوسُ الجـِنان الأثيرْ

تبقى ازاهيرُ الجراح فوق صدره ِ

تبقى ملاذ النجم والحمام والعصافيرْ

هيهاتَ ان يُباد شعبٌ سرمدي الوفا

حتى وان كنت العراقيّ َ المكفـّن الأخيرْ

فأنت نخلة ٌ من روح آشورَ وبابل ٍ

وانت شعلة ٌعلى طريق سومرَ المنيرْ

انت غدٌ يَطلعُ كالنوروز من ديجور ِه ِ

ياسومريا ً يابنَ شعب ٍ المَعيّ ٍ اميرْ

هيا " ضحايا الاضطهاد " اتحدوا تحشـّدوا

كي نحضن العراق بالشموع والازاهيرْ

للكادحين نمنحُ الحقولَ والانهارْ

والحُبَ والضياءَ والرغيفَ للفقيرْ

قلوبنا باقة ُ اوراد ٍ لاُمّ ِ الشهيدْ

عيوننا نعجنها في قرص شمس ٍ للضريرْ

اقدامنا تدوس ثعبانَ الردى والحروبْ

ورأسَ كلّ ِ غاصب ٍ مرتزق ٍ اجيرْ  

وكلّ ِ قاتل ٍ مفرّق ِ القلوب والشعوبْ

وكل ِ قائد ٍ مُسْتـَورَد ٍ ميليشيويّ ٍ حقيرْ

وكل ِ نهج ٍ كَهَفـيّ ِ الفكر ِ بائد ٍ

وكل ِ ذي عمامة ٍ مُمَسْطر ِ التفكيرْ

لاخيرَ فينا دونما ذاكرة النخيلْ

وعودة الروح لبغداد الزمان العطيرْ   

ليذهب الدخيل والعميل للجحيمْ

ياوي الى جهنم ٍ كبرى وبئس المصيرْ

فان شعب الرافدين العبقري الرؤى

برغم حقدهم ونارهم يواصل المسيرْ

يحيا على اشلائه ، يمشي على دمائِهِ

حتى ينال المجد والخلود والتحريرْ

يحيا العراق سالما ً ، يحيا العراق غانما ً

يحيا العراق باسما ً ، يحيا العراق الأميرْ

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com