شعر

اوفيليا الخائنة...

 

خلدون جاويد                                                                                               

"حين دخلت عليها، في دفء بيتها المليئ بورد النوافذ وارفف الكتب وشبائك النبيذ، وموائد الترف، كانت منهكة، في وجهها آثار ليلة حامية الوطيس ! كانت قد قضتها في رحلة قصيرة .. اقسم انها خانتني!"

 

عندي شعور ٌ أن وجهَك ِ خائني

وثيابك الدكناء يسكنها عشيق ٌ آخر ٌ

غيري يطرز حلمك النائي بزوج ٍ أو حبيب ٍ

أو قمرْ

يا أنت يا أحلى نجوم العمر كل العمر

كوني ملك ذاتك ،

لا أُبالي وليكنْ

رجل ٌ سواي يجيء شباك الأميرة بالورود

لصبحك الزاهي ،

لموتي

لانتفائي في الليالي

وليكنْ ،

السُم أجرعه ُوأرضى ياجنوني

بعد حين سوف انسى    

مثل طفل ٍراح يبكي أُمّه حتى ينام

سترسليني مرة ًاخرى الى صمت الشوارع للعدمْ

وبعد أيام سأنهضُ بالجروح

ونوبة المرض العضال،

أمرُ كالشحاذ أرسل عينيَ الكلمى وأهدابي الكسيرة نحو بابك ذلك الباب المكلل بالزهور

هناك حيث عشيقك الآخر

بذات الكأس يشربُ ،

عند ذات الموْقد ِ الشتويّ يجلس ،

ثم ينهض بعد حين للحنان

وللأغاني الناعمات على ذراعك ،

والأنين العذب من أعماقك الولهى

وتغمره ُ ليالي الحب

أمواج ٌ من الصرخات اسمعها ببحر ٍ قد لعبنا قربَ شاطئِه لآلاف السنينْ

الآن سوف أموت من برد الدروب ملفـّعا ً بدم الغيومْ

وأنت في تبّانة الأحلام مابين الكواكب والنجومْ

على رماد الذكريات سترقصين

وبين أطلال الغرام ستعلنين خرابنا ،

وستهزئين بعشنا المنهار من أعلى الشجر ْ

سقط القمر .

 

عندي شعور ٌ أن وجهك ِ خائني

قد جئت قبل اليوم متعبة ً

ووجهك أصفر ٌ بل شاحبٌ

فيه الجمالُ مشوّه ٌ باللذة النكراء ، وجهُ الخائنين يبينُ من نظراتِهم سكناتِهم الوانِهم رعشاتِهم خلجاتِ صوتهِمُ

وانت جميعُ وجهك كان ينطقُ بالحريق

حريق جثتي َالبليدة ذات ليل ٍ كنتُ فيه على غيابْ .

 

عندي شعور ٌ أن وجهك قاتلي

لا لست أدري أين آوي

والزوايا الباردات على الرصيف

بلا حنان الأُمّ ِ ، لا وطن ٌ ، ولاولد ٌ ولا زوجة ْ

الكون طلقني وانت اليوم دهليز الى اضنى جحيم ٍ، سوف تقذفني يداك الى الهباء

غدا أجوب بمعطفي المثقوب قارعة الطريق ِ،

الريحُ تعوي والنوافذ والذئابُ

هناك أعمدة ٌ ولا مصباحَ  في عرض الفضاء الأسود المطعون في أبكى المدينة ْ

 

عندي شعور ٌ أن حبك مُتلفي

كل الدروب علي ّ مقفلة ٌ

فقطْ مزلاج بابك ذلك المفتوح منتظرا ً وداعي

- الى الوداع

وسوف تصطفق المصاريعُ الحبيبة ُ

ثم تنفتح الليالي السودُ عاصفة ًمن الثلج الحزين ، الريح ساعتها ستدفعني كأمرأة ٍ مطلقة  بلا أدنى صداق ْ

لسوف ترميني بعيدا ً عنك ظلاً في غياب ْ

وحيث يأخذني الظلام الى السعالى المجحظات عيونهن على الطريقْ

وهناك تغمرني ذئاب الثلج

تأكلني بأنياب المنافي

ثم ترمي معطفي المثقوب في الوادي السحيقْ

والموت بعدي لو أفاق فلن افيقْ

الروح لا لن تـُستعادْ !

فثلاثة سكنوا الرمادْ

أنا والفراشة والحريقْ .

 

*******

* ارسلت للنشر في 8/10/2008 .

* كتبت في  ربيع عام   2006. 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com