|
شعر
ظَبْـيـَةٌ مِنْ دُبـَيّ
د. كوثر الحكيم قالَتْ : أَنا مِنْ مَدينَةِ الدَّلال مَدينَةٍ يُغازِلُها الخَيَال الشَّمسُ تَرقُدُ عِنْدَ عَتْبَتِها البَحْرُ يَلْعـَبُ رَهْنَ رَغْبَتِها وَالقَمَرُ يُناجي الأَمْواجَ على الرِّمَال قُلْتُ : لَمْ أَرَ مَدينَةَ الجَّمَال مَدينَةَ النُّورِ واللآلئ الصِّقَال مَرْتَعَ ظَبيَةٍ شَهيَّةٍ سَّمْرَاء مَرْتَعَ بَيادِرٍ خَضْراء تَعْشَقُها الظِّباء .. وَظَبْيَـتي تَتَبَخْتَرُ في الخَلاء تَغارُ مِن فِتْـنَـتِها النِّسَاء تَغْتاظُ مِن مِشْيَتِها الظِّباء وَاللَّهِ لَوْ وَضَعوا الحِسَانَ في يَمِيني وَأَعْطَوْني نَفَائِسَ الدُّنيا .. والرَّخَاء ما اخْتَرْتُ إلا ظَبْيَتي أَجْمَلَ ما أَنْجَبَتِ الظِّباء ففي الصَبَاحِ أُنَاجِيهَا، وفي المَسَاء اقُصَّ عَلَيْها قصَّةَ غَزَالٍ تائِـهٍ يَجُوبُ الهِضَابَ السَّنَاء يَتوقُ إلى اللِقَاء ليَرْكَعَ في مِحْرابِها .. يَنْهَلُ مِنْ أَنْفاسِها .. وَيَنْسِجُ مِنْ هَمَساتِهَا .. كِسَاء يَقي بَرْدَ الوِحْدَةِ في الشِّتَاء كانَ لِقاءٌ .. أولُ لِقاء وعلى وَجهِها بسِمَةٌ خَفْراء وَدَعَوْتُها للغَدَاء .. فابتَسَمَتْ مُتَرَدِدَةً .. فِي حَيَاء وَطالَ الحَديثُ بَيْنَنا بِلا اكْتِفاء وَنَسيتُ العَالمَ وطَعْمَ الغَدَاء نَاهِلاً مِن يَنْبُوعِها الهَنَاء وَفَجْأَةً وَقَفَتْ، تَنوي الوَداع وَفُجِعْتُ ..! ووَقَفَ قَلْبِي وأنا أُوَدِّعُ ظَبْيَتِي في مَدينَةِ الدَّلال
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |