أوجاع برائحة النبوة

 

نائله خطيب – عودة الله

أخبرني!!

ما سر هذا الّشتاء؟

حتى قطرات المطر تنقضّ كالذّئاب

على الشّفاه ألكليمه

وبكل تفاصيل الجراح تعصف

بالأنفاس اليتيمة

وحينا تراها تجر نفسها مرغمة على السقوط

وكلما انتحرت قطره

توقدت بالقهر أخرى بالثبوت

فيحملها الضباب إلى الوراء

هكذا بصمت حتى تتسرب في قبو الخلاء

دونما قمر

وتستقر في عرش الرجاء

دونما قمر

ثم تتقطر في جرار مآسينا

تنظر

فوقنا النهار القريب

وحين تتسلق الفضاء

يرتدي كف الردى بكاء العندليب

ورائحة الدماء

بقلب ضرير

وجناح فراشة عمياء

تبكي مرارة وعد من قتلوها

باسم الإرهاب   

تلوّح برائحة النبوة وأنفاس الغياب

والشهداء والأطفال

وأجواء السلام تنزف بالعذاب

ناياتها العوجاء

أغانينا الحزينة

مخفورة بأزيز الرصاص

أخفيها في أعراقي

أنفخ فيها احتراقي

أتبادل والأزيز الغضب

ويسحق أغصان الورد بقلبي

طعم الحطب

أنا عمر بلون الحرب

وأناقة بعطر جمر الدرب

أبحث عن جسد لنيل الزمن

لأملؤه  بما تبقى من حب

ثم أنسكب عبرات الأمهات الحزينات

وأنين المرارات والتنهيدات

يتهجى رائحة الضجيج المنثور على النوافذ والساحات

مدججة برحيق اللهفة أنقاضي

مغلفة بحواسي الباقيات

تتناوب البكاء

حين تقرع تهيآتي أبواب الهواء

أو أتفيء بصمت سكينة الاستكفاء

فأمتلئ ولو للحظة بعبق الاشتهاء

وحين يتوقف المطر!!

تتغير

كل الأشياء!!

تتخثر الرغبة

في أوردة المسافات

تتعثر اللحظات

حتى تصير

أزمنة صماء

 

في بنت الرافدينفي الويب