شعر

على مسافةِ بحرين وصحراء من متناولِ عينيّ.. 

 

سمر محفوض

 

 بي ميل للبكاء.. لا حزناً على ما مضى..

ولكن فرحاً بما هو آت..

بي  توق للخروج.. لا إليك، فأنت فيّ..

 بل إلى نفسي، فهي فيك..

بي رغبة بالنهوض..ورغبة بالتجلي..

والغرق..

بي ميل أن أكون على مقاس أحلامك..

وباتّساع سماواتك.. وبحجم جنونك

حين تدسّ البحر في حقيبة يدي

وأنا عائدة إلى منزلي قبيل الغروب

 

***

أنت فرحي المستحيل..كل وقت..

لو عدت إلى زمن ما قبل ولادتي

لوجدتك فيّ .. طافحة بك..

 ورائحتك عالقة بي...

أحملها معي

لا كتذكار، بل عنوان..

ولا كهدية غالية من الله،

بل دليل دامغ على عبقرية الله..

***

أسأل نفسي أحياناً:

هذا الذي أكتبُه: لك، أم عنْك؟

أكتشف أنني أكتبـــــــــــــك.

أغرسك كفكرة على  الورق...

وأنتظرُ إلى أن تكتنزَ روحي، فأسقيك حنواً ..

ثم أنتظرُ إلى أن تكتملَ صواعقُ دمي،..

وأنتظرُ إلى أن يختمرَ الطينُ فيّ، فأبتلعك..

وإلى أن يصفوَ  هوائي، فأفرجُ عنْك..

وإلى أن تنضجَ الشمسُ،فتبدأ زهرك..

 ***

لن أسميه حباً..

سأسميه إيماناً..

أو  تعبداً..

أو ِامتلاء..

أو صحواً..

أو ربما غيبوبة..

 بل لن أسميه.. سأتركه هكذا.. يجول بيننا  بجسده

العاري.. يرتب ملاءات سريرنا.. يوقد الشموع حولنا..

يفتح لنا زجاجة النبيذ..  يقرأ علينا ما تيسر من سورة

النار.. ثم يغادرنا إلى مقعده في الصالة.. يتصل

بالأصدقاء، ليعتذر لهم عن مواعيد العشرين سنة

القادمة.. 

*** 

هُناك..

أبعدُ من مدى أصابعي..

وعلى مسافةِ بحرين وصحراء من متناولِ عينيّ..

هُناك..

خلفَ بضعةِ خطوطٍ أولى للنار..

تغلقُ روحُك بابَ مخدعِها عليها..

وأمام المرآةِ تقفُ، بعد أن تنضوَ شمسها عنها..

هُناك..

على مسافةِ شهيقين وزفير...

روحُك في حجري...

ويداي تجوسانِها من أقصاها إلى أقصاها..

تزرعانِها بنجومٍ وعصافير..

أفتقدك.. لا لأنك بعيد .. بل لأنني أريد  المزيد

منك.. المزيييييييييييد.. المزيد..

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com