شعر

شيء اسمه الوجود  

 

عزيز العرباوي/ كاتب

في البدء كان الموتُ الأسودُ

محمولا على سيوف من ذهبْ .

وحظنا العاثرُ التهمَ القدرَ ،

وحوافرَ الخيولِ وهب لاستقبال

النصيبْ .

حملته هاماتُ العربِ وأفئدةُ الفرسانِ

فرحةَ عقودٍ خوالي على أنقاضِ النحيبْ .

فمتى ..متى ثورة يحكي عنها أهل الصليبْ ؟

منابرنا صامت شهورا من أولها إلى آخرها

فتمخضت وولدت جنيناً كاملاً

وما احتاجت إلى يدِ الطبيبْ .

يا ظلمةَ اليومِ البعيدِ

أخرجْ سوأةَ الحربِ حين يشرق صبحُ

العشقِ القريبْ .

فالنورُ هلٌ اليومَ

وانتشر القمرُ ينير الأرضَ العصماءَ

واحتمل الجليدَ والريحَ

فلو مرت الأيام على خيرٍ سأسقيك كرمَ

الحليبْ .

شربةً من الماءِ الندي

ورشفةً من ماء الحياةِ الأبدي

وقبلةً من غنجِ الحبيبْ .

قرصُ شمسكَ يا طويلَ النفسِ مالَ على

الجدرانِ والأسوارِ العتيقةِ

ظلاً كأوراق الخريفِ تساقط دون رقيبْ .

 

+           +          +

 

قلبنا تعلق بالسلامْ .

أحب بدايةَ التطبيعِ وسالتْ لعاباتنا

امتزجتْ بالنفطِ

فرحاً وصرنا من فرطِ السرورِ

نروي ونسقي دونمات أرضنا ببول الأنعامْ .

وننير بالقنديلِ

القابعِ المسحورِ ينتظرُ

ويسمع في اتساقٍ

إبداعَ المزاعمِ والكلامْ .

سوف نسقط فراشة العدو التي تطير

والتي تلهو فوق أراضينا

وسوف ننجب ثورةَ الحمامْ .

فهل من مساندٍ ؟

وهل من جيشٍ كالسحبِ

كالغمامْ ؟

يلملم الشتاتَ ويقلع الأدرانَ عن أجسادنا

البدينةِ

وينطق الرخامْ .

لننسى سخف أيامنا الماضي

لنبقى على الدوامْ .

 

+            +         +

 

تفاحُكَ الطازجُ يا وطني  مطلوبٌ

وإلى شهيتهمْ مرغوبٌ مثل النساءْ .

جُملُ الغربِ تغذيها العباراتُ إذا حلت

على أرضِ الأنبياءْ .

تزينها السياساتُ الهجينةُ

تغنيها شفاهُ الظباءْ .

تستقبلها البقراتُ بالخوارِ الجديدِ

والملحنِ والمصبرِ والمعصرِ والمعطرِ

والمصبرِ في علبِ الطلاءْ .

يقلق الكلامُ عندنا ويموت الحديثُ

كلما راجتْ في أرضنا الحريهْ .

واخضرت ينابيعُ الهويهْ .

يقلق الكلامُ عندنا ويموت الحديثُ

عندما يأتي من الأعلى

عويلٌ وبكاءْ .

ويبدو في الواجهة الأسوَدُ والألوانُ

القبيحةُ

كالعماماتِ السوداءِ في المدنِ البيضاءْ .

 

+          +           +

 

تبدو الأيامُ عندنا

كأطلالِ الرومانِ القديمهْ .

كمسارحِ اليونانِ العتيقهْ .

فالأسوارُ التي عدت على طول الوطنِ

نخرتها الحشراتُ الدقيقةُ،

هدت أسلاكها الفولاذية وتصدعت

في الأوقاتِ السعيدهْ .

كل ما نملكه اليوم أننا نغني كثيراً

ونلحن البرازَ كثيرًا

نحن في مؤخرة الطابور الخامس ...سوادٌ وحقارهْ .

وشيءٌ اسمه الوجودُ تزينهُ ...

لوحاتٌ زيتيةٌ رخيصهْ  ..

وبذلاتٌ حريريةٌ ثمينهْ ..

وسلاحٌ وذخيرهْ  ...

هَـــا...هَـــا..هَـــا هَـــا ...هَـــا هَـــا...!!

ضحكةٌ مثيرهْ  ...!!!

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com