شعر

ماء الندى

 

محمد المنصور

 

أفاقتْ ...
وهي تغتسلُ بماءِ الضَباب
بماءِ النَدى.
واستنشقت ...
رائحة َ الخبزَالشهي
ورائحة َ الحقولْ.
صباحٌ ...
كما كل الصباحاتِ , بلا رقيب
بلا عيونْ.
ومدينة ٌ يافعة ٌ ...
تزدحمُ فيها مساحات الحياة ْ.

 


في الحقول ِ ...
والمياسم ِوالبيوت
وقربَ العيونْ.
في السوق ِالعتيقة ِ
والأزقة ِ والمدرسة
أطفال ٌ يلهون مع الطيور ِ الداجنة
وباعة ٌ متجولونْ.



مدينة ٌ ...
لا تقرأ الصحف اليومية
ولا تستمع ُ الى نشراتِ الأخبار
ولا تشاهد التلفازْ.

حيا المعلم ُ تلاميذه
تحية َ الصباح
وكتب َ في أعلى السبورة
السادس عشر من آذار.


درسنا ...
يا أعزائي لهذا اليوم
هو التأريخ ْ.
فاختنق َ التلاميذ ُ
واختنق َ المعلم ُ
واختنق َ التأريخ ْ.



قائد ُ الجوقة ِ ...
يوزع ُ الأوسمة َ والأنواط
على الصقور ِ
أنصاف ُ الرجال ِ والضباط ْ.

ويوزع ُ الموت َ ...
على البيوت ِ والأزقة ِ والعتبات,
على الحقول ِ
وعيون الماء وفي المكتبات ْ.



الصمت ُ يغتال ُ الحياة
فيخشى السكون ُ من السكون ْ.
تتلعثم ُ الأ لسن ُ
ويخرس ُ آخرون ْ.
وحلبچة ُ ...
تغتسل ُ بماء النَدى
وتعانق ُ السماء ْ.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com