شعر

المساء الوحيد

 

 مشرق الغانم

 في البيكاديللي

رأيتُ فيلة ًحمراء َمبتورة َالخراطيم ِ

تشق ُّالشارع َالذي تلمع ُفيه العيون ُ

لم أضِع ْفي سوهو

لكنني كنت ُسكراناً بين العاهرات

يالسعادتي

قلَّبت ُالطفولة َالقديمة َ

وأنتبهت ُإلى الحشيشة ِ

تتقد ُفي الظلام ِالبعيد ِ

ولمست ُالهواء َلأطمئن َّعلى صاحبي

لكن يدي هوت ْفي الفراغ ِ

كنت ُأعمى يُبهرني الضوء ُ

تنزلق ُقدماي َ

على دبق ِالشارع ِالصِّيني .

لم أضِع ْفي سوهو

لكنني تخيلت ُالتيمس َرصيفاً عريضاً

يلمع ُفيه قمر ٌكئيب ٌ

لمست ُحديد َالجسرِفكهربَني

فألتفت ُّإلى بنت ٍتشحذ ُالبرد َ

أومأت ْوأشارت ْ

إلى أفعى لا فحيح َلها

تتلقفُ بشراً

وتستفرَغهم في حفر ٍ.

هناك َ

رأيت ُالناس َهائمين َعلى هوّة ٍ

فأدركت ُ

أن مكاني َرخو ٌ

وأعضائي َمحض ُوهن ٍطويل ْ.

 

 

كيمياء السؤال

الميت ُيتلّوى في الصَّمت ِ

تغفو البحار بعينيه

جبال ٌغير مكتشفة تُطْبِق ُعلى النَّظر ِ

كم هي ثقيلة

هذه اليد التي لا تقوى على

قطف كرز الصباح ؟

 

الجمال ُاللاهث ُمثل َفضّة ِالماء ِ

الذي لا يضاهيه

سوى جسد ِإمرأة ٍ

في صيف ِاسكندنافيا .

 

رمان ٌينفرط ُ

على الوجه ِالأصفر ِ

للميت ِيتحلّل ُ

من كيمياء ِالسؤال ْ.

 

مدن سوداء

مدن ٌسوداء ٌ

بجدران ٍمُحفَّرة تنزف ُظلاماً

وحيوان ٌأعمى يفكك ُالكريستال َ

بقرنيه ِاللايزريين ما بعد َالقيامة ِ

ذئاب ٌوديعة ٌتلحس ُدماءها

في المشهد ِالأخير ِمن الغثيان ِ

ما الذي إقترفه القتيل

لكي يرمى إلى المزبلة ؟

كم على الميت ِأن يتقوَّس َ

ليرفع َالبلاطة َ؟

ذلك ما كان ينشده ُالضرّير ُ

كيما يثقب النور ُرؤاه .

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com