لقاء مع اجمل امرأة في بودابست

 

خلدون جاويد

المكان ـ بار بمحاذاة مقهى الأجـَتيم / سابقا

هكذا كالخيام نبيذيا ً

وجلال الدين الرومي

في ربيع الورد

اجلس امام امرأة

تفوح بفلسفة السهروردي

هكذا في بار منزو ٍ نتصوف

برشفة من عراق جريح

وعرق بودابستي النكهة

المرأة ـ الاُم محراب امامي

بل رابعة العدوية

صدق صلاة في الحب

واناقة في صوم  وزكاة !

الفرزدق اول المنتحرين

امام كعبتك

يا ـ  جيم ـ  العظـَمـَة !

الليل موحش

ونجوم السماء جميعا يتيمة

ويقينا لاحب بيننا

سوى ظلال تركتنا وتركناها هناك

لانلوي على شيء

الاعشاش خربة

والآمال محرقة

وانا رجل لايصلح حتى للدفن

اذكريني

لقد مررت عابرا كقطار

مغلق الابواب

لايبيع تذاكر

لايقف في جميع المحطات

اللآنهاية هاويتي

فلتصرخي :

اذهب الى الجحيم

وانسي اننا التقينا ـ اللقاء الأخير

في مقهى نيويورك

العاصمة بودابست

انا لا اعني كثيرا بذاتي

فالخسارات كنزي

ويوم اربح هو اكثر ايامي سوادا

لا اريد الحياة

اعذريني لاتدفعيني اليها دفعا

لم يبق لي الا وطن ضدي

وقصائد هوس

انا رتبة بائدة

وحزام مهترئ

انا جدار يتطوح

لاتتربي يدك بمسكي

انت وطن وانا منفى

لا ولن نلتقي

فرحي حداد

ونهاري سواد

وشكرا على خمسين عاما وانت غائبة عني

لا

لاتلكزي جسدي بأناملك

فأنا لست نائما

انما انا ميت

انا مومياء لثلاث نساء

الاولى تركتني

والثانية طلقتني

والأخيرة انكرتني

واما انت

فلست سوى  ثلاجة موتى .!

 

 

في بنت الرافدينفي الويب