شعر

باب أول للدهشة 

 

سمر محفوظ

ويسألونك عن أمان  في سدى الكلمات

  للريح  صداه واندهاشي المستحيل

كعاشقة ترش  أحلامك  بالزهر

بعد قليل سنتفق على الكتابة

 من جديد

حرفا وحرفا نسترد الكلام

 أو نترك للآلهة أن تنتحل  مفرداتها 

بقائمة الضفاف قبل الطوفان

 لطفل من ماضيك 

يأتيك بذاكرة  القلب الصغير

  ثمة موسيقى تقتسم معك النبيذ والدراق

وسمرته قوس اللحن

 لغفوتين ونصف قمر

يحمل الأشعار إلينا

 لحاء لشجر الوقت المطلق

كتشكيك أولي بحماسة الصبر

****

 ويسألونك  عن البراري

لا تجب بل

احملني  معك بلا كوابيس ولا أمواج

 خذني للواقعي فيك

  بالصيحة الخضراء

الآن سأهيئ لك البريق

  وباقة الرعد

  وهذا المطر المداري

 بوهج الجنون والطفولة

  وبعض ابتهاجات الروح

اذ ندخلها الشهقة كقديسين 

نهتدي في هيئته الندى

 وقميص الغيم ونجمتيّ عينيك

من ألف  صدى

***

ويسألونك عن الحنين

كأن بينك وبين الشوق 

زهو الخفقة

غزال الطيف ودك ووجداً

تبدى رماد مارد

و رواء تموج وفضاء

 للعذب صوتك  بحاضنة المكان

****

ويسألونك عن الغياب

خفافا ..خفافا نجيء

رمزاًً و أسماء  

 للحلم السريع

 وذاك المدى  يحط بنا رفيفا وينام

***

ويسألونك عن الحروف

 

لسنا مرايا إنما سندحرج القصائد

هو باب أول للنبض وخلف القلب

صمتا بعد صمت

 

سنتلو شعرا ذات  خفقة رويداً..رويداً

سنتلوها ويسكر اللفظ  بنا

 حتى يخون الدلال

  الكلام مرتين بالنداء

يا أيها  اليومي بالهتاف

  اذهب عميماً بدمي

وأنت الختام 

 عليك السلام ولك يمام التراتيل

فاسترح ودعني اغزل غيمة الذهول

 لظلك الرخام هديل

 قبل الحرفي بصوتي

وقبل  النداوة

  تؤجلني لموجتين  والبراري

 سطح السماء ضفة الملح المقام

ليشقى الصوت طويلا طويلا بمداك

 ***

ويسألونك الندى

وعلى كفيك يرتاح الموج

إذا أصابعك تنسج البحر على خصري

 و الينابيع  الشردتني

 أوان المشهد المائي

 تتقمصني الأغاني زنابق شمس,

  أيها الموزع  بين التهافت والندى

  و بأنداء صداك تكشف  جموحك 

وأغلى ماعاين القلب من الخفق النبيل

****

ويسألونك عناوين المطر

 قل نترك فوق العناوين,

 مساء الغياب ونهفو للقيا

وبحر يتملى تموز الصرخة

 يهفو لطفولته الاسم

يكمل ما خطت أصابعه فوق جسدي

 من عرائش  ونجوم,

***

ويسألونك عن الحنين

  هي الروح تسكب بعضها

  بالجهات المغفلة

 ولكل فرح أوان

 متلو بسلطان النبض

 تصطفه قصائد الندى

على شط فتنتها  لتسبل  الضوء,

  وتكرس حسرتها  للقول  ضيفا 

وما يتلوه ويليه بالتكوين

*** 

ويسألونك اليقين

  قابضا بقلبك الجمر

 تلاقيني بالربيع رعدة اسلكها

 ورعدة تبحر فيّ

 وأنا كالداخلة بالحضرة الصوفية إليك

يصير جسدي شفيفا  كالسؤال

كأني قد أتيتك قبلي

 وكأني مازلت  في اللا هناك الأرض اليباب

***

 ويسألونك يسألون الحبر المجازات

 ..خذ لغتي عني وهات شذى قصائدي

 خذ عني التأمل ودعني للمجاز

بلى فتشت أزمنتي عنك والريح  

وأنا أحار..

عما قليل

ستطرق قلبي

 فأتمنى لك الجسد وطنا

مما تترك الروح لظلها

  ليس إلا ..

 

   

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com