|
شعر
طفلٌ في هيأةِ شاعر
عزيز العرباوي إنٌ الطفلَ الذي يسكنني مازالَ يئنٌ ويبكي ويطلبُ الحاجةَ والحلوَى. ويرغبُ السعادةَ القصوَى. ويكسرث الأواني ويمرغُ نفسهُ في الترابِ . فيصيرُ مثلَ الغرابِ . إن الفتى الذي كنتهُ والذي صرتهُ لا يحبٌ ما أحبٌ ، ولا يهوى ما أهوىَ . ويضربُ أقرانهُ ويدغدغُ صمتَ أستاذهِ ويمزقُ أوراقهُ ويداهمُ سكونُ الفصلِ ويسأله : عن غروبِ الشمسِ ، وعنْ احتراقِ السنينِ ، واختفاءِ النهارِ ، بينَ الناسِ ، وعنْ اتحادِ الظلاماتِ ، كما اتحدنا فيما مضى ... ليتَ الفتى ما سألْ ! وليتَ المدرسَ في نفسِ الوقتِ ما فعلْ !
* * * *
قادني هذا الطفلُ للدنيا الفارغةِ ، دثرني ، ببقايا الدهشةِ ، كان نزقاً صفياً بوجه الأنبياءْ . رسموهُ ... بسحنةِ ملَكِ السماءْ . وزينتهُ .... بالعطرِ والماءْ . دخلتُ قلبهُ ونقيتُ دمهُ الممزوجَ بسوادِ الدماءْ . فتقمصني معلناً حبهُ الدفينَ لعيونِ الشعراءْ ... !
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |