شعر

في رحاب الهدى

  

الحكيم نوري الوائلي/ مؤسسة

الوائلي للعلوم/ نيويورك

 هلّت لقلبي في الروئ أوزانُ        وعلت بفكري في الدجى الوانُ

وتعطَّرتْ روحي بذكرِ مُحمد ٍ        فإذا بها للمكرمات رهانُ

ناديتُ فكري أن يتوّج في الهدى        شعرا , فذكري للهدى عرفانُ

وبدأتُ أكتبُ في الحبيبِ قصيدة ً        فإذا لكلّ فضيلة ٍ ديوانُ

فقصيدتي بدأتْ بعزم ِ مُحّلق        ينوي التبحُّر, ساقه الإيمانُ

فبحثتُ عن بيت ٍ لأبدأ رحلتي        فإذا بفكري هدّه الأمعانُ

فوقفتُ لا أدري فوصفكَ شاسعٌ        لا تشفع الكلماتُ والأوزانُ

ماذا أقولُ وفي مديحك حيرة ٌ        لم يوف ِ حقكَ كاتبٌ ولسانُ

يحتار في أفلاك وصفك والندى         وبهائك الأدباءُ والأذهان ُ

إنّا عطاشى والقريضُ مؤمل        هل يُسعفُ العطشى ضحى ظمآنُ

ما قيل إمّا ناقصٌ لا يعتلي        أو كان فيه  للغلاة مكانُ

أنت الرسولُ وأنت آخر مرسل        صدقا نطقتَ ووحيك القرآنُ

قد جئت بالصدق المبين كأنما        في كل حرف للورى برهانُ

فأخذتُ أحبو في هواك مُمنّيا         نفسي لعلي في هواك أعان

عشت الطفولة رغم يتمك مكْرما        في حضن عمّك , حولك الأجفانُ

وملكتَ من خير النساء خديجة        أُم البتول وهل لها أقرانُ

ورُزقت سيّدة النساء بنيّة        زهراءُ منها للتقى قربانُ

أُيّدت  من رب الوجود بحيدر        سيفٌ به طيرُ الفلا شبعانُ

خُلقٌ رفيعٌ قد ملكتَ متوّجاً        شهدتْ له الأعداءُ والخلانُ

رباك من خلق الوجود كأنما        للخلق أنتَ منابر وجنانُ

وحملت أعباء الرسالة رحمة        للعالمين , وسيفك الأغصانُ

أوذيت في التقوى كأنك للأذى        قلب يقطعه الأسى وسنانُ

وصبرت لم تُعرف لصبرك كبوة        أو كان عندك للأذى إذعانٌ

وبلغتَ بالخُلق العظيم منازلا        لم يدنُ منها مُرسلٌ انسانُ

وحملت للدنيا السلام رسالة        فإذا به ليلُ الجفاف أمانُ

فرسالة التوحيد أُكمل صرحُها        بمحمد ٍ , فسعتْ لها الأكوانُ

خُتمت بدين السلم كل رسالة        وعلا له في العالمين بيانُ

كنت الرحيمَ ولا تزالُ , وإنَّكم        الرحمةُ المهداة ُوالإحسانُ

أنت الأمين , فذاك أسمك خالدٌ        لولاك ما طال الرضا إنسانُ

لولاك ما ختم الجليلُ رسالة الـ        توحيد أويسمو بها الأنسانُ

وجَمعت بالخُلق الرفيع موحدا        أشتاتَ قوم دينهم أوثانُ

وملكت قلبا ليّنا فكأنه        غصن يورّده الندى نيسانُ

وزرعت في قلب الذليل كرامة        فإذا المظالمُ بالعروش سنانُ

لم يذكر التاريخُ  شخصا مثلكم        فبكم زهت في حبرها الأزمانُ

وملكت اذهانَ الرجال كانّما        انت القلوبُ وغيرك الأبدانُ

وفدتك أرواحُ العباد كانّما        أنت العيونُ وغيرك الأجفانُ

في كلّ أرض قد علوت مُكرما        في كلّ عصر يُسمع الآذانُ

وملكت الوانَ الخصال كأنّها        قوس زهت من نورها الألوانُ

فبكم نفاخرُ والجباه شواهقٌ        فكأنها قممٌ  لها تيجانُ

أمضي لركبك ساعياً فكأنما        قلبي لركبك  طائرٌ ولهانُ

ودنوتُ من أرض المدينة راجيا        قبر الرسول فجوده الاحسان

إني إليكم قد قدمت مؤملا        نفسي ومنها للسما خجلانُ

إني ببابك سيدي , خذني , فلا        عملي يزكيّني ولا الشكرانُ

الذنبُ يعصرني وقلبي مثقلٌ        بالنائبات وزادني الهجرانُ

أدعُو الكريم إذا قبلْت ضيافتي        عفوا جميلا طاله الغفرانُ

عند الممات وعند يوم حسابنا        أنت الشفيعُ ومنقذٌ وضمانُ

شرُفتْ بك الدنيا وزاد مقامُها        فكأنها فوق النجوم حسانُ

أسرى بك الرحمن نحو رحابه        مَنْ غيرُ أحمدَ ضافه الديّانُ

صلى عليه في السماء إلهه        فإذا له كل الوجود أذانُ

إن جاء ذكر محمد في خاطر         صلّت عليه في العلا اكوانُ

بمناهج القرآن كنّا أمّة        وسطا , بها المعروف والميزانُ

وبسيْرة المختار كنّا للعلا        نورا , وفينا للتقى عنوانُ

الله أكبرُلا نجاة َ بغيره        والمصطفى خُتمتْ به الأديانُ

حاولت ان اسعى بوصفك سيدي        هيهات ان يصف الضيا عميانُ

مدحوك قبلي بالقريض وغيره        هل شقّ بحرَ صفاتك السفّانُ

مدحَ الكريمُ حبيبَهُ في مُنزَل ٍ        فرقانُ ربي ما به بطلانُ

ماذا أقولُ وهل لشعري سامعٌ        من بعد مدح ٍ قاله القرآنُ

ماذا أقولُ فبعد مدح إلهنا         لا مدحَ يعلو أو يفوز بيانُ

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com