فاجعة رمضان

 

الحكيم نوري الوائلي

 نيويورك

رمضانُ حزنك للقلوب يشيبُ         ونوائبُ الأيام فيك لهيبُ

فُجعت بك الدنيا بمصرع حيدر         وعلا لها في العالمين نحيبُ

فتعانقت خيرُ الدماء بتربة         عشقتْ اماماً في الصلاة سكيبُ

في كل يومٍ ترتوي بدموعه         واليوم تغرقُ بالدماءِ تذوبُ

فغدى ترابُ الأرض حيث سجوده         طيناً تلونه الدّما فيطيبُ

طينٌ الى الدنيا يجودُ منابرا         وسيوفَ حق للجهاد تجيبُ

طينٌ له نورٌ يفوق عيوننا         لضيائه شمسُ الشروق تغيبُ

أبكي ورأسك للسماء معفر؟         وبياضُ شيبك في الدّماء خضيبُ؟

أو يفرحُ القلبُ المتيّمُ عندما         نلتَ الشهادة في الجنان ربيبُ

إن كنت أبكي في القلوب فإنّما         العينُ تبلى والزمانُ كئيبُ

رمضانُ فيك مواجعٌ لمُحمّدٍ         من وزرها صخرُ الجبال يذوبُ

وبك الامامُ مخضب بدمائه         والجفنُ اصفرُ والجبينُ صبيبُ

ما حال أحمد والبتول وزينب         يوماً نعاك الى الوجود قريبُ

ياعين عذراً فالمواجع ترتجي          جودَ المدامع فالمصاب عصيبُ

أسفي لحيدر شهره لم يكتمل         والعيدُ يأتي والتقاة كروبُ

سهرَ الأمامُ بليله مترقّبا         فجرا به سيفُ المنون رقيبُ

وأجابَ في لهفٍ امامُ زمانه         لنداء حقٍّ للهداة حبيبُ

في البيت يولدُ والسماءُ تحفه         في البيت يقتلُ والسماءُ خطوبُ

ستّون عاماً في الحياة مجاهدا         لم تغف عينك كالنسور تجوبُ

وقطعت هامات إذا يوماً غزتْ         ما عاد ينفع للنجاة هروبُ

فزعوا امامك حين سيفك مغمدٌ         هل يقرب الأسدَ الضجيع لبيبُ

جثثُ الخضارم كالرمال تناثرت         لم يبق منها للطيور نصيبُ

وإذا سللت البيضَ عند وطيسها          ترتجُّ منّها للنحور قلوبُ

وإذا مشيت الى الحشود  مُنازلا         ما بات يُسمعُ للخيول دبيب ُ

ودخلت قلبَ الجيش عند شروقها         فإذا هموعند الشروق غروبُ

وبرزت كالأعصار يسبق موجه         لم يبق شيئً للبحار تصيبُ

صوتُ البلاغة والشجاعة توأمٌ         يتسابقان إذا الأمام خطيب ُ

وبلاغة في القول يصعبُ فهمها         فيحيرُ فيها عالمٌ وأديبُ

ونطقت من عذب الكلام فصاحة         فكأنّما من ثغرك الترغيبُ

عجبي لأمّة أحمد هل ترتضي         قتلَ الرسالة والهدى منكوبُ

نلت الشهادة ساجداً في هيبة         لله درّك ما علاك مَهيبُ