شعر

أصابع الصيف الرماديّة

 

طالب عبد العزيز

"أطعن بشرف، لا تحرك السكين اكثر من مرتين في كوة الجرح!

في رحلة الأصابع الأولى

كان درب الصليب  بنعومة التراب،

كسرْتَ المصابيح

دُستَ على الصليب

لتقطف بعضا من الشقائق.

***

في زقاق نواياك الملثّمة

تمد أصابعك المكوّرة

تقطف نجمة،

تطفئها بعيني غراب .

***

في الصيف المحنيّ بجوع الأصابع

تتقدُّمُ كالهرّ ،

تخدشُ قلبي ورائحة البياض

تحتفل بظلام رأسك

وأنت تزرقني باللاخلاص.

***

الأصابع لغة مفعّمة بالأشجار،

ألفاظٌ زُرعت في الليل ،

وأفاقتْ على نهارك النحيل العاريّ.

***

هو برد أصابعك

الذي لهث معلنا كذبكَ.

***

ألأصابع المُمَلّحة مجنونة ،

لكنها غير مسكونة بالحبّ.

***

تنمو الأظفار

من تثاؤب السماء

من تلوّث الحديقة بوحل ٍمفاجئ

من تعشش الفراغ في مسار الأصابع.

***

المنجل الذي حملتْهُ أصابع الليل

صلّى على جنازتك .

***

مرحبا ،

يا آثار الأصابع المتلاشية ،

أنا على العتبة ...

أُتمّمُ عملك

أحرق أصابعي على السياج

لأزيّن مدخل الرماد.

 

 أخطاء الملاك

يستيقظ ككل الملائكة ابيض

بلا عباءات سود !

صباحا حين يتذكّر انه لا يملك أنيابا ليفرشه،

يمسح بالفرشاة على مكروباتهم العالقة على قلبي.

لا يبحث الملاك عن الكراسي

لان جناحيه سينكسران إذا جلس.

الملاك ينظر في المرآة

وأنا خلفه

أفكر في كسر المرآة،

صوتٌه كإلهٍ محبوب

حين يخلق عالما بلا جحيم .

 

غضبه ابيض

يطير وحيدا ويطوي جناحيه في غيمة

ليبكي طويلا مطره.

يخطأ الملاك،

لا يفهم تفاوت الألوان خارج بياضه.

لا يستدرك رائحة الدم في راسي.

او صراخ الأحلام.

لا يؤمن بالحجر ..ويخافني

أنا الخائفة الخارجة من بلد النار! 

 

كانوا يَحرثون الثلج، كانوا يُزرعون في البحر!

"قبلني بدمك قبل الحرب القادمة، أرى أوسمة السيف تعكس العذاب الذي سيأتي والسجناء الذين سيطاردون. وسأكون حينئذ الصمت الذي سيحل.قبلني ضمني إليك بقوة ،واسمح لطوفان جديد من الموت ،من الحضارات،أن يدور" إيزل ريفيرو 

كانوا يهيئون اللغة

ويغسلونها بالبخار

ويجفّفونها بما تقتضيها الحواجز،

كانوا يهربون من الجبهات

ويهزمون الحروب

في ملاجئ من إناث .

كانوا يملئون حقائبهم

بالخَوف، بالستر الزيتونية،

بالقطن، بكاتم الألفة بالكافور

وتعاويذ الحياة والحرية.

...

كانوا...

على جبال تطل على إيران ،

حين تتمرد أسلحة الطرفين بالسكوت يتركونها في الثلج ،

ويقفزون من هضبة لهضبة

علّ البياض يمحى مشهد الدم في الرأس.

يقول طالب عبد العزيز*:

"كانت الملائكة تحمي الشعراء، كأمهاتنا

كن يحولن رصاصاتنا إلى زهرة في السماء،

كنا أطفالا وآباؤنا الخنادق!."

كانوا

يَزرعونهم في البحر وشط البصرة والهور

كانوا يعدونهم بيخوت من وطن يسمّى العراق ،

كانوا يزرعونهم كل يوم

حتى لم تعد هناك موجة خالية لسمكة.

كانوا قد سيقوا كالشاة

نحو شحوب الصحراء

حيث  لا غبار للملائكة حينها

سوى عواصف الإثم ،

و أسلحة من صمت أقدام حافية .

هي العجلة نفسها الآن

متى يرفضون الدوران؟

المنازل خاليات، لكن أينهم ؟

يصرخون متى نكون مرئيين؟.

وطني الآخر... يحدثني عن موت جدته الجميلة!

رأسه...  أحبه هكذا.

ليعيد لي زمن الحزن اللطيف.

بلا ذكريات محنطة! بلا آ ثار لشظايا ولا جزع.

يغرق في الفيروز ولا يفهم جيدا تشنج حواجبي.

جسده مفخخ بالنساء ،

وأنا  مفخخة بالشتائم اليومية للعالم.

_________________________________

*طالب عبد العزيز –شاعر عراقي ،خدم في الجبهات  طويلا كمكلف اثناء الحرب العراقية الايرانية .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com