عزف شتائي .. بإنتظار
الربيع
نور الجندلي
اليوم .. وسطح الأرض يُصقل بحبات
البَرَد ..
وريحٌ تعصفُ في الجوار ..
تتطايرُ أوراقُ الحنين ..
تنقلبُ صناديقُ الذكريات ..
يتوهُ الدفء في ممرات الشتاء
وينكسر غصن شجرتي ..
وأغدو اليوم بلا ظِلٍّ بلا أوراق ..
...
بانتظار الربيع ..
يحلو التصبر قرب جذوة من نار
إذ لا مجال للمسير على الجليد هشاً ..
ولا طاقة لي بأن أسمع صوت تكسّر الأرض تحت قدميّ المتعبتين ..
ولا سبيل لإنهاكِ روح تكاد تخبو مثل شعلة تلاشى منها الضياء ..
وإنما يبقيها بنورها .. كلّ اليقين
بأن الشتاء سيسحبُ رداءه الأسود يوماً ويمضي ..
وبأن أرضي ستذوق طعم العشب يمتدُّ على سطحها
وبأنها ستزين خصلات شعرها بزهر البراري
وتولد من جديد ..
...
أنا لن أستطيع اليوم جبر أغصاني المتكسرة
ولن أقو على هذا الألم
سأترك للزمان حلّ قضيتي
وأسعى بحب لأبقى كما أنا ..
لا تعكرني الليالي، ولا تبدلني الخطوب .