شعر

حبيبتي الصباحية

 

محمد حسين

اراها صباحا انيقة

ترمقني بنظرة رقيقة، تجعلني في فرحة رهيبة

وهي واقفة بعيدة، تبتسم بإشراقة مريبة

تتكلم بعيدا واحترق شوقا لكي اعلم ماذا تقول شفتاها الجميلة

شفتاها التي تتحدث بلغة لم اعرف قبلها مثيلة

بشرتها الوردية نظرة ندية

قوامها طويل مكسوه بثياب قصيرة مثيرة

رشيقة غير بدينة ولا نحيفة

تلتفت التفاتة غريبة

تراها عيوني وهي كسراب في افاق بعيدة

بعيدة في مكانها، مسرعة في جريها، كأنها طريدة

ألوانها حزينة اوقاتها سعيدة

افكارها بسيطة، تأملاتها سريعة

ضحكتها القصيرة تنطق بمعانيها المحدودة

واناملها العاجية تكتب خطوطها الرديئة

انا في وادي حزين، وهي بواديها سعيدة

اخشى ان اكلمها فتنقلب معانيها عكسية

وتنقلب الفراشة الرشيقة الى مشعوذة ماكرة دنيئه

وتتحول الطبيعة الهادئة الى براكين غاضبة عنيدة

والالوان القانية تطرد الالوان الخضراء الدافئة

ابقيني يانفس على حالتي هذه

وان كانت ايامها ثقيلة

فلتكن ايامي ثقيلة ولا افقد ابتسامتها الجميلة

هل رأيت ايها الحب عاشقا بهذه النفسية؟

تاركا حبيبته حرة طليقة، ساجنا انفاسه تحت دقائق ايامه الحزينة

ما ارقى الحب عندما يتخلص من الانانية

وهل هناك ارقى من حالتي هذه ايتها الانسانية

حبيبتي تعيش في دنياها سعيدة وانا اعيش اتألم بتأملاتي العديدة

تأملاتي التي اصبحت معانيها كثيرة

لا تسبقها وهي تعيش في لحظتها الانيه

انطلقي ياحبيبتي واستمري بنظرك الي

فالنظر هو ما بقى لدي بعدما فقدت طموحاتي الشرعية

انظري الي ولا تجعليني اغير اوصافي في حبيبتي الملائكية

فالنظر عندي ابلغ من الجلسات والحوارات التقليدية

مهما عندي ان اراك كل صباحا في ايامي المقضية

ولا تغيري الوانك وبدلاتك وعطورك الزاهية

عطورك التي اصبحت تحمل اسمك متخيلة عن كل اسماءها التجارية

دقائق عطرها تصرخ بحروف اسمك اللاتقليدية

فرحة مبتهجة تلامس اصابعك الحريرية

من بعيدا انتظر وارى اشراقتك

كأنها بشارة ينتظرها قلبي وخلجاتي النفسية

اقبلي ايتها الحبيبة الخرافية

يا من لا تجيئ الايام والازمان مثلك حتى ولو بعد الف سنة ميلادية

يامن جعلتني شاعرا في ساعات واياما عددية

اجعليني اتخيل في صباحي هذا فتاة ارستقراطية

فتاة اتية من بلاد نائية

عليها غبار سفر بعيد كأنها لوحة تاريخية

في مشهدك هذا تجعليني اتخيلك كتحفة اثرية

عليها اثار حضارات والازمان القديمة

لا تبخلي بنظراتك لي لانها انهاري التي تعيش عليها شراييني الوردية

وبأقترابك هذا تكونين اقرب الى فتاة تلقائية جدية

كملكة معتلية عرشها بكل جرأه وحدية

نفحات من انفاسها تشعرني بأنها ثورية شعبية

تجتذبك بكلماتها وصورها الحسية

وتجبرك للدخول لصومعتها الملكية

فلا تلوميني لحبك ولا تعجبي كم انا معجب بحياتك المثالية

فانا سوف لا اتوقف عن وصفك بجميع صفاتك الصباحية

فإستمتعي انت بكلماتي القلبية

ودعيني اقولها ولو ارضاء لرغباتي الانانية

اه لو كنت حبيبتي لأصبحت اسعد واشقى حبيبة مثالية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com