|
شعر
أزاهير آذارية الى امرأة عراقية خلدون جاويد
1- زهرة لم تتفتح بعد
منتعش ٌ لا بالخمرة سيدتي لكن بالجُرح وهيمانٌ بالقبلة لم أطبعْها في شفة الشمس وماعرّشت ُ على القطبين دموعا من نرجس ياسيدتي : الأقمارُ فوانيسُ العتمة مابعثت بالطير الفضي لشبّاك جبينك ِ ياسيدتي الأنهارُ شعيرات ٌ بضفائركِ الولهانة والقيثارة مازالت دامعة َالأوتار والشاعر صعلوكٌ يتغنى بالقلَف ِ المُرّ ِ فأشجارك مازالت تحت رمال القدمين وأزهارك مطبقة الجفنين ومازالت جائعة ً في الركن ِ خيولُ الريح والفارس - ما أجمله – لم يولد بعدُ رأيناه بأنجم ِ ماء ٍ كالوردة ِ يطفو وبذاكرة الحلم المعطوبة ِ جاء بأرغفة ٍ من قُُبَل ِ الأبد السكرانة ِ جاء تويجات ٍ للوردة ِ في أكْؤُس ِ جمر ٍ من أثداء ٍ لم ترحم آه ٍ من حلمات القرمز سيدتي - خنقتني ماتركتْ في حنجرتي الاّ الغصة َ . إني أهتز نواقيسَ مُهذبة ً لكنائسِك الأ ُخرى أنسابُ عصورا من ليلة قدْر ٍ في كفك أغفو دون مفاتيح وأقفال أتعرى كالجورية في الصيف أمامك كي تفترشي طعناتي لتنامي فوق الأرض المحروقة من خدي منديلا للعرس فأشفى وتراودني في الليل كثيرا وقليلا نوبات جراحي والى أن تطلع شمس المحرومين سأُقتل في المهد ملايين المرات ومثل غزال ٍ مذعور ٍ في تابوتك أُولد آخرتي أُولد .
2- غابة من القبلات
أبثك أبكى الهواجس في سكتات الحداد اتابع زحف المشيب بمفرقك الكستنائي أجثو أمام التخوم القديمة قربك أبصر في رغرغات العيون المسلة َ مسكونة ً بالخفافيش والبوم اشكو الى الخصلات التي بعثرتها على وجنتيك الحرائق والريح وهذا غبار الموائد يجتاح أكوابنا وكراريسنا والإقاح ويمتد للروح " ياأُخت روحي " أألمسُ كتفك أخشى على راحتيّ فقد تمتلي بالتراب أألثم وجهك ِ إني أخاف من القبلات على شفة تتفتت أحذرُ من ناعس الهمسات فإن الجبال العتيدات بالهمس تنهار أبثك ِ ؟ صدرك كم تشتهي ان تعشعش فيه الحمامة لولا مناديلك الشائكات ولولا الزوايا التي تجهشين بها حُرقا في المنام ودمعا لسقي ورود النوافذ في الدار . اختاه رفقا بكل التماثيلْ قومي ولاتبخلي في زفاف القتيلْ بطيف من الابتسامة عبر الحداد الطويلْ أبثك ؟ ماذا حنين النوارس اذ منعوها بأن تتنشق من وجنة البحر ؟ ان النوارس عطشى ولا تدعي شاطئا للأمان ولكنها ترفع الشمس في قطرة ٍ من الماء ان تعطشي لشفاهك احبك اني زرعت ُ شفاهي ورويتها بالدموع فهل لامستها على غفلة ٍ قدماك ِ لعلي تفتّحْت ُ في غابة ٍ من القبلات على كل اركان جسمك .
3- غزل الورد
ماذا لو القلب يسكت عن نبضه ساعتين لكي استريح الى أن تجيئي أأنت التي غازل الورد أهدابها فنستني ؟ وفي وجنتيها العصافير قد نقرت حزنها فامحت قبلاتي وحين تمر يعاند فستانها الاقحوان ومن اجلها خاصمت فُلّة ٌ زنبقه أأنت التي قتلتني وقالت لوجهي : ابتسم أأنت التي كسرتني على بابها جرة زاهية وفي الروح ما زرعت وردة ، ولا حفرت ساقية فرحت الى البحر اسهر وحدي على صخرة باكية واذكر تلك الوجوه التي خذلتني والتي علمتني ادخن لقد كنت من فوق بيتك نجمة ... ففي الحب كل الذين سيستشهدون نجوم وفوق ذراعيك حسبي بأن ارتمي مثل بلبلة وان استحم بشعرك يازهرة قد سقطت من السور لما مددت يدي في المنام اليها .
4- قداحة للرحيل
أحقا غيومك ما امطرت نجمة فوق قطبي وطيرا على استوائي ؟ لقد نام في حلمه عاشق ليسرق من سور عينيك قداحة للرحيل وحين تدلى من السور حراس عينيك من نحره قيدوه وعيناك قد اصدرت حكمها بأن يشنقوه وأن يضعوا مقلتيه على سور عينيك قداحتين . لقد مر طير على مقلتيك ونقر في بابها حبتين فهل فتحت تحت رجليك نسرينة وادعت انها ماء عيني ... لماذا يكركر عمري على حزنه ؟ لماذا يمر انسيابك الاّ على عطشي واصفراري هي الشمس غيمة ْ ومرت بتموز نهديك ماذوّبتْ قطرة من جليدي أتأتين في ساعة ليس يدري الزمان بدورتها ؟ أتدرين ؟ لولاك مارفرفت نجمة في طريقي ! أما أخبرتك العصافير أني زرعت ببيتي لهم شجرة ْ فمن كل جنح ٍ اذاً ريشة ٌ ومن كل عين ٍ اذا ً محبرة ْ .
5- زهرة لخصلات الرماد
تراكض في الليل شعرك مزدهرا بالذهبْ ومزدحما بالرياحين والجمر ينثر لي أنجما ويضيئ بعتمة مستقبلي وأنسام ثوبك قد سرقت لي شفاهي الندية لم يبق الاّ الحفيف المعاند في الروح - ما أزهق القلب بعدك ما أبرد الخصلات على ليلة ٍ أمطرت بالرمال وسالت جفافا على قبلاتي لا تركضي ربما تسقط الشمس من قرصها وفي خصلاتك قد يتوفى الزمان أخاف على كل هذا الرماد من الاشتعالْ أخشى على الذكريات التي انتحرت انها تدمن الانتحار على الخصلات التي تتراكض في الريح ان تتلوى على عنقي فتخنق فيّ الخيالْ اعانق كل المشانق ، تلك التي صعدت نحو رأسي ولم تستطع أن تمس الهلالْ ولم تنتزع شعرك الفذ من قبلة الذاكرة ْ ولم تقتطعْ بمقص المنافي ضفيرة ْ - الى الآن ماطلعت شيبة فوق قلبي وان كان جسمي يعد شراشفه لدماء المسيرة ْ وان كانت الخصلات على شفتي من رماد ولي ضحكة من عويل وفي جسدي طلقة للحياة التي هي أنت ِ .
6- زهرة لشباكها
وتذبل قداحة كل يومٍ بنافذتي لانتظارك ويفتح دربي ذراعيه كل مساء الى ملتقاك وبين الستارة والليل وجهيَ يأرق نجمة ْ وحين انام الطيور تنفّض جنحانها وتسافر فقد قيل مابين جفنيك من ذهب غابتان وفي كل رفة جفن بنفسجة قد تطيح وانت سمائية العين ، لاتشعرين بأن ليس أضنى السلاسل تلك التي من حديد فبينك ان خيّروا بلبلا والسماء فان السموات زنزانة أنت لاتشعرين بأني أُبعثر جسمي َ في كل يومٍ على ورقة ْ ولون دمي اصفرّ: اني اعيش على التبغ أيامي َ الساهرات وأحلم أني اخيط على ثوب تلك الأميرة قداحة مقلتي وأغسل اقدامها بالنجوم وإني اُزيّن شعرك، أقطع من رئتي جلنارة وادفن نفسيَ في الساقية ْ لعلي تسلقتُ في وردة ٍ لشباك بيتك ، كي تقطعيني !
7- زهرة الافعوان
أنت ِ الحليلة ُلا تعلمين بما حلّ بي وأنت الضحوكة ُ لا تلمسين جراحي بأشهى الأناملْ وهذا الفضاء جميعا صليبي والمجدلية ما عانقتني ولا ختمت بالشفاه ولو بشفاه الطيور جراحي على أي جرح يجاور نهديك أرفع عش نواحي ! متى تلتقي جثتي بعبير ثيابك أو شرشف من سريرك يطوي خرابي الى الآن ماعرفت قطرة العطر مغزى يباسي ولاشعرك الافعواني مس رفيفي ولا التف غدرا على عنقي بالزهور احبك ... كيف احبك ؟ أحيا اذا تقتليني .
8- تراتيل لهدايا الزهر
من قلبي َ المبعدْ أُهديك هذا الليل قداحةً ً أدسها في شعرك الأسْوَدْ أشعل عينيّ شمعدانين لذلك المعبدْ ... من بلبل يُسجن في قلبي يعشق سجّانهْ أعطوا له سبع سماوات فاختار زنزانه ْ من شاعر وجنته منديلْ يسهر كالشمعة ْ ورأسه قد أصبح الفتيلْ والجسد الدمعة ْ أُهديك لايملك وجه الفقيرْ غير جراحاتهْ على قطار ٍ حط ّ أقدامهُ لكنه فاتهْ سيدتي اني وراء السنينْ منتظر ان يعودْ قطارك الموعودْ كل المحطات ظلالي بها جسم ٌ على عامودْ .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |