شعر

 

عراق القمر والنار

 

خلدون جاويد

khaldoun3@hotmail.com

* قمر

 

قمري راح يغني

جسدي راح يموتْ

وأنا أبحث ُعن خبز ٍ

لأطفالي وقوتْ

وخيوطي بين أقدامي

ومن خلفي البيوتْ

كلما أنسجُ خيطا ً

يتوفى عنكبوت ْ

 

* جواد من النار

 

اصلبوني

أمامَ جميع البحار

احرقوا ذكرياتي

جبالاً من الامهاتِ أمامي

وجزّوا لساني

لكي تستريحَ العواصفُ من صرَخاتي

اصلبوني

ورشوّا دمي عسلاً

ومأدبة ً للطيور على ساحل ٍ للرماد

ارفعوني

لينثالَ ألفُ جحيم ٍعلى هيكلي وثيابي

ليسطعَ جسمي على الماء

مهراً

جواداً من النار

أو هودجاً من شظايا

ليرقصَ في محجري

قمرٌ من دخان ٍ

على جثث للسبايا

لتسقطَ في وحلِها قامتي

لينهارَ في دمه زيزفوني

فلا من جراح ٍ تنادي : قفوا

ولا من شغاف ٍ يقول ارحموني .

 

* نحيب

 

لونُ الشارع أسْودْ

أردية النسوة مابين رمادي ٍ

او أسْودْ

في كل الحارات

" الفرقان " يردد فاتحة ً ثرّة ْ

والقهوة في الحجرات المطلية

بالأسْود مُرّة ْ

والفجر يطل على الشعب المضنى

بنهار ٍ أسْود ْ

فعلى أي شهيد ٍ لاتبكي امرأة ٌ

بالكحلة لا الدمعة ْ ؟

حتى أقلام الحمرة في وطني سوداء !

وأشرطة التلميذاتْ

وموسيقانا جهَشات ْ

ودموع ُ ومناديلْ

ونحيبُ نخيلْ .

 

* انغلاق

 

على أي نهر ٍسنغسل جلبابنا التتري ؟

ودجلة أزرق من شدة الحبر والدم

كل البيوت بكتْ في الفواتح

مثل الخيول ارتمتْ .

واشتهت ان تقومَ ، تدوّس ابرهة الحرب هذا

وكل العذارى الجريحات في القلب

قد صرن نذرا لناقوس تموزَ

صرن الشهيدات ِ

لبلابَ نار ٍعلى ليلنا البابلي .

أضئْنَ

وكنا رفعنا قوادمَنا كالجيادِ

على حفرة الاغترابْ

على الوأد والنفي ،

نُعنى كثيرا

بقرمزنا الغض

بالجلنارْ

بزهر الشفق ْ

حنينا الى الفجر هدهدَ نارْ

تساءل وهو يمارس طقس انتحارْ

بأي الدموع سنغسل حرب التتارْ ؟

بأي انغلاق ٍ سيبدأ رب الفلقْ ؟ .

 

* اغترابات

 

بماذا أ ُفكر بعدُ ؟

بأيّ ِ عراق ِ قمر ْ ؟

جبال من الثلج طاحت على ركبتي

معطفي قطعة من جليد ٍ غدا

دماء الغزالة لي ربطة

ولي قدم ٌ في سبات ٍ

على زمهرير ٍ جثتْ

كأفعى على بعضها راقدة ْ

بماذا افكر بعدُ

ان الطريق لوجهك

بوابة ٌلجهنم ْ

ان الحصادَ سجلاتُ دم ْ

وصفصافة اثمرت بالملايين

والعمرُ لَمْ .

بماذا افكر

بأي صليب عذابْ ؟

على ركبتيها جثتْ ناطحاتُ السحابْ .

 

* سقوط

 

أي ُ معنى ؟

حيث يستفردُ بي اخوة ُيوسُفْ

حيث لاتمتصني من بؤبؤي

غيرُ ديداني التي أحببتُ

هذا قدَري؟

من قمتي أسقط كالأعمى

على محض قذارة ْ؟

من رآني

من رآى منكمْ سقوطي كمنارة ْ ؟

 

 

* بستان الشهداء

 

اذا أسقطوا زهرة الجلنار تفتّحَ بستانْ

اذا اخذوك

الى باحة القتل غدراً

اذا وجّهوا بندقية ً

لكي يقتلوا

صاحبَ الزمانْ

على فوهة البندقية يولد انسانْ .!

ألم يعلموا

انهم عبثا يحرقون اللهيبْ

عبثا لطخوا بالدماء الندية راياتنا

وهي كالنار

يا أيها الموتُ هاك دمائي قميصاً

على جسد الفجر ِ

هاك ضفائرَ والدتي في اناءْ

سنسأل زوجاتِنا ان يلدنَ بنيهنّ

في جوف نعش ٍ

وللشعب نرفعُه بانحناءْ

فأطفالنا

منذ ليلةِ ميلادهِم شهداءْ .

 

* اجابات في زمن القتل

 

سقط العمرُعلى الوحل

فما جدوى الصلبان ؟

وفيم على الموتى أن يرتفعوا

بالأثقال لجلجلة ٍ

طويَ العمرُ

تطايرت السنواتُ مع الريح

وكل بذورك ذابلة ٌ

فلمن تزرع جورية َدمع ٍ لمدينتِك المقتولة ؟

أزرع جورية دمع ٍ كي لاتبكي امرأة ٌبعدي

أتيبّسُ كي لاتطلع من عطشي زهرة ُرمل ٍ

أهوي لحضيضي

كي لايركب ناصرة القتل مسيحٌ بعدي

أرفع حنجرتي للوطن السكّين

لكي لاتسقط قطرة دم .


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com