|
شعر
آمنت ُ بنوروز النار والورد والقصائد خلدون جاويد
كما قال الشاعر دعبل الخزاعي : هذه خشبتي احملها على كتفي منذ اربعين عاما اريد من يصلبني عليها ، فان الإيمان حجر صوان وارض صلدة ومنطلق وانتماء أي لابد من ان تركز قدمك وتقول معه ومع الشاعر الكازاخي كونانبايف :
" أحمل رأسي على كفي في المستنقع
القضية عند دعبل والوطن عند كونانبايف هما خلاصة لتعميم شمولي ومسح يشمل العالم أجمع في حراك بطولي يدافع عن الذات ضد الإلغاء والوجود ضد الإقصاء والحرية ضد الظلم والإبادة . في تجربتي الشعرية المتواضعة ، استلهمت دروس المحبة الكردية والإنتماء لقضيتها لا بصفتي قوميا- كرديا او تركمانيا او آشوريا او عربيا - بل عالميا أعني ان العالمية لدي ّهي حب بني البشر بعيدا عن الموقع الجغرافي او الإنتماء العرقي فكان كاوا الحداد المنقذ رمزا ً لدي ّ للقضاء على الظالمين وان نار نوروز هي انطلاقة إنتصار لون الحياة تماما مثلما هي الرموز العظيمة الاخرى، ففي قصيدة جد بالانتفاضة شباط 1991 ديوان قم ياعراق ورد عندي مايلي :
من اجل جنح حمامة ستقص اجنحة الصقور ِ ومن سقانا بالجحيم يطيح في حمم السعير ِ آذار جُد بالانتفاضة فهي من دمك الغزير ِ آذار جدْ في الضفتين على الخورنق والسدير الذوْدُ أبهى صورة ٍ لك في تطاحنك المصيري كاوا العظيم بناره الق البراعم والزهور ِ
وفي ذكرى الإنتفاضة الثانية تشبثت بالأمل على يد كاوا في قصيدة ياعاقد العزم كما وردت رموز اخرى مثل آشور وكربلاء واسماء المدن والمآثر العراقية لافرق ولاتفرقة مابين عرق وعرق وجغرافيا واخرى مادام التاريخ البطولي للناس يصب في انتصار وسعادة الناس :
ياشعب ياباقة الريحان ليس يُرى على تلاويننا في باقة ٍ زَهَر ُ فهل حظيت َ بنفع ٍ من تبعثرنا أم قد أغاظك في تجميعنا ضرر أرى العراق قلاعا في توثبه نارا ً تحفَّزُ في اعماقها الشرر فامنن عليه بوقد ٍ من تفجره وادحر فإن جيوش البغي تندحر ُ رأيت كاوا عريقا في تجذره في الأرض لاركبه بدو ٌ ولاغجر ُ رأيت ُ راية كردستان زاهرة ً تهدي السلام َ اليها الأنجم ُ الزهُرُ رأيت آشور في حلم ٍ مجنحة ً على الجنائن يهمي روحها العطر ُ
وفي قصيدة مهداة الى روح الفقيد الشاعر مصطفى جمال الدين القيت في كوبنهاغن بتاريخ 12/11/1999، تتكثف رموز الانتماء في مواجهة ترسانة القاتلين ومن اجل انقاذ العراق وشمس الحياة :
فليسمع النفر الذين تدجّنوا ولمن لهم جدث المنافي مرتعُ ماكابدت أُحُدٌ ولابدر بلا سيف يجلجل كي يشاد المتلعُ تموز مارنّت قياثر ليله ِ بيد الفدا ناقوسه مسترجع ولثورة الفقراء جلجلة السنا هي بالوفاء مصبنا والمنبع وعدا يسوع فللصليب مريده وعدا الأمير لذي الفقار سمُيْذعُ فالفهدُ سيف ٌ في أديم عراقنا متغلغل ٌ متجذر ٌ متجذع ُ فهدٌ يصوغ مناجلا ومطارقا ً وبمعصميه سلاسل ٌ تتقطع ُ ولنار كردستان أجمل راية ٍ أنصارنا مهج ٌ بها تترصع ُ فلنرفع الدم شعلة ً ، ان كفنوا شمس الحياة ، دم الشهادة يسطع ُ .
نعم لقد كنا ننتهل من القيم الانسانية في النظر الى التلاحم الفكري الشامل الكلياني القائم على تقريب الوان الفكر الى بعضها البعض في موشور التآخي مابين القضيتين العربية والكردية وأيضا القيم الرائعة التي كنا نتربى عليها ونتغذى بها في الشارع والمدرسة والجامعة العراقية في ان العدالة العلوية وبلاغتها كنز في القلب وان المحبة المسيحية والفداء من اجلها والعدالة منهل روحاني عظيم ، وهكذا وعلى القاعدة التربوية للتنظيم الفكري للحزب الشيوعي العراقي وفي خلاياه كنا نتعلم حب كاوا العظيم ونوروز الورد وشمس الحرية لكردستان وللعراق ولكل البشرية كما كان الحزب يشترك عبر رفاقه بمواكب وصقوس وشعائر الفكر العلوي ويحترم الأديان والتزام الناس بها وكنا نجلل ذلك ونعتبر عليا –ع - ‘ امام المعذبين ورفيق المظلومين ، مثلما نعتز ونشارك اصدقاءنا المسيحيين في كل مناسباتهم الاجتماعية الجميلة ووداعتهم ووعيهم وطيبتهم المعروفة . واني من تجربتي المتواضعة لعلى ثقة بأن لتاريخ الحزب الشيوعي العراقي دورا كبيرا في لحمة الشعب بل لتغلغل فكره روحيا في ذاكرة واخلاقية الشعب بأن الوحدة الوطنية هي عهد مقدس لايمس ولايقدر عليه أي ارهابي ودخيل ، مع ضرورة الإشارة الى دور الكثير من القوميات والاقليات والأديان في هذا المجال مجال التركيز على احترام وحدانية الشعب وقوة وروعة وشائجه ولذلك فان الحرب الأهلية ، رغم القتل اليومي على يد الصداميين ، قضية مستحيلة في العراق . ان الشعور بأن معافاة كردستان وحلول السلام في ربوعها كانت محط تشبث واهابة ومناداة من قبلي بأن تطوي بجناحها جراحنا مثلما تفعل الأ ُم – ادناه مقطع من قصيدة درب الشهداء قرأت بكوبنهاغن في 14 شباط عام 2000 :
غامت شواطئنا وضاع سفيننا وحبالنا اهترأت ومن ذا ينجد من أين يأتي الفجر ليل ٌ شائك ٌ والدرب ملتبس ... وحزب ٌ مقعد ُ ياروح كردستان مالي موئل ٌ الأ ُم ّ ُ أنت ِ وعمري َ المتجدد ُ كاوا العظيم ملون ٌ نوروزه لكن مشعله المنيف موحد ُ فتوحدي زهرا وكوني مهندا ً ما الأرض الاّ زهرة ومهند ُ وعساه يطلع من ظلام سجوننا من عمقنا العلوي بدر ٌ عسجد ُ من بصرة مقتولة من بابل ٍ مسبية ، يلد الحسام ويولد ُ من وحي دجلة والفرات بثورة آذار مصدرها ولا تستورد ُ وتهب مطرقة عليها منجل ٌ بل نخلة ٌ من كربلاء ومرقد ُ
انه لمن روح كاوا العظيم ان يمدد بيده الى حال العراق جميعا وخاصة في هذا الظرف الشائك . ان الحرية وامكانية تطوير كردستان وترقية انسانه الصاعد هو جسر للشعب الكردي الى الحضارة وهو أيضا قوة مؤثرة في صميم وقلب المعادلة العراقية وهي في مجال الوفاق الوطني وتقريب وجهات النظر الوطنية وتوحيدها يلعب دورا مهما جدا ، والسؤآل هل بالإمكان تناول الرمز واقعيا مثلما ورد ويرد شاعريا ً :
ان الجزء المتحرر والراسخ أي كردستان الأمان والتقدم ، لقادر اليوم أكثر من أي وقت مضى على الأخذ بيد العراق جميعا ً تطبيقا لقدرة الجزء النوعي المؤثر على التأثير في الكل الملتبس ، وهذا أحد الأمثلة في دروس الفلسفة والجدل مابين المفهومين – الجزء والكل – فالواقع يرفد الفلسفة بدروس جديدة دائما من حيث ماهو ملموس وعلى الأرض ، وليس بما هو تهويمات وتخيلات وأدعية ودروشة وبخور . ان الجزء هنا قادر لو أراد على انقاذ الكل بتجربته الرائدة في النضال من أجل الحرية وتقرير المصير . وفي الأوراق الشعرية والفلسفية القديمة تعلمنا الدرس مغايرا ،وذلك على يد الشاعر محمد صالح بحر العلوم :
ان نجا العالم في مجموعه فنجاة الفرد بالضمن تنالْ واتصاف الكل في ظاهرة ٍ دون أن تعرض للجزء محالْ
ان الشاعر هنا يعول على قدرة الثورة العالمية من التحرير الكلياني للعالم ، بينما لدينا عمليا والآن ، كون الحركة الكردية في تجاربها النضالية القديمة وتضلعها الآن بالتجربة الديموقراطية لهي ملمة بأوضاع الكل وهي عامل مؤثر في بيت العراقيين الكبير، ونحن ننتظر من هذا الجزء النوعي والعوامل المؤثرة الاخرى، تأثيرا تاريخيا يشاد له أبد الدهر بالبنان ، ومن أجل ترسيخ الاخوة الكردية العربية والحياة المشتركة وتبادل الخبرة والتأثير الإيجابي المتبادل وتحقيق السعادة للجميع .
مامثل دجلة لو يُشيّد منزل ٌ أ ُمٌ ، ولا صنو الفرات لنا أب ُ لك ياعراق جذوعنا وغصوننا ولمن يؤول الظل لو يتذبذب ُ مهما سعت قدم ٌ وأنى أشرقت ْ أو غرّبت ، أرواحنا لك تنسَب ُ واليوم كاوا بالمآثر مُطلق ٌ فولاذ نار العشق وهو الأصلب ُ بدماء كردستان مهما أوغلَت ْ غدّارة الجلاد فهو الأغلب ُ نوروز يُطلِعُ ناره ووروده قمماً متى بطشوا ومهما عذبوا *
* من قصيدة بغداد التي القيت في ساحة الأندلس ببغداد بعد سقوط الصنم . النص الكامل لها في ديوان قم ياعراق. * ان استعراضي لجانب من قصائدي ازاء كردستان الحبيبة هي لشعوري بأن الوقوف الى جانب نوروز الإنتصار والفرح هو الوقوف مع ربيع الحياة .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |