|
شعر أطوارُ .. كعادتها تضحكُ ! صباح محسن جاسم
تتأملني دهِشَة ً عنكبوتة ُ وردٍ صفراء عاجلت معتذرا مرتبكا خلتُ أني سأبحثُ عن وردةٍ سواها مأخوذا كنتُ العنكبوتة الصغيرة الصفراء لما تزل تراقبني تتفحص حذرة ًحركاتي َتبسّمْتُ مطـَمْئِناً نحن لبعضنا إنما لنقاء اللون الأصفر صلاتي.
حملتُ جردليَّ وهممت صوبَ البئرِ نُخيّلات جدتي يتبصبصن غامزات " إسقنا مما لديك!" يهمُسْنَني ، هامسات. يشنّف أذنيّ حفيفُ شجرةِ سدرٍ توتة كرمة تينة وزيتونة واحدة اثنتان ثلاث أربع ! لا .. هذه ليست زيتونة! حملني جاروفي حيث َدلـَقت الشمس أشعتها في عينيّ كم شاسعة هي الصحراء! رأيته يبكي هو قال لي : هذا دمعي. سألته: أبهِ تسقي ؟ قال: بل أشفي. عجبت : أيُّ سخيٌّ! حملاني، جردلاي وجاروفي شطر العتمةِ دلفتُ هسيسُ خنافس وتدحرجُ تتعثر قدماي..جرادلي تتخالفُ عطرٌ شفيفٌ يضوعُ المكانَ ونسيمٌ بارحٌ أتحسس عتمتي : جمعُ زهور ٍ برية قلت : هنا !. ما فتأ جاروفي يولولُ تلك رائحة أنثى وأني تأخرت ..! واني .... ................ ورحت أبكي .. ابكي أنثى كل ما هو مثمر وألومُ كيف سأقبلُ عالماً تُقتل أنثاه! حتى انبلج الفجرُ كبيرة ٌ واسعة ٌ، الحفرة ُ وهذا النعشُ زرقاءُ زهورُه ما زلت أدندنُ الشيخُ الوقورُ يشاركني يبْذرُ وهي تلوّحُ من على سفينتها يتماوج شالـُها تحتضن زهورا وزنابق وأنا في َجلببتي جرادلي طافحة ً ماءها تسترسلُ أطوارُ وتُسائِلُ: أين البذور التي ... ................ حقا أين وضعتها؟ بل أين أضعتها؟! للتو معي كانت. قلت أداري : هاكِ جرادل مائي. ما هذا ؟ تأسى من قال إني أردتُ دمعا خلته ماءَ فراتٍ تستدرك : ماذا لو رحلت دجلة ما سيكون فراتها؟ هما وحدهما َمن عشقَ هما وحدهما من عانقَ وصدى صوتي يخبو : هي ذي دجلة.. هي ذي دجلة الكلُّ يصيخُ السمعَ ، أسمعتَ؟! سألني. نحيتُ أتلمس نديّ التربة فيما راحَ لساني يدورُ داخل فكيّ المتشنجين يتوسل: " كيريالايسون .. كيريالايسون"* وكركرةٌ من أعلى الحفرة.
*يا رب ارحم يا رب ارحم (لدى الأقباط في صلاتهم الجنائزية)
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |