|
شعر كي أغفو مطمئناً يحيى السماوي / استراليا
ثقيلةٌ حقيبتي . . . لا قدرة لظهري على حملها عساني أُخفف من ثقلها باعتذارٍ متأخر ! أعتذرُ : للشهداء الذين لم أشارك في تشييعهم . . للجهاد من ادعيائه الذين آمنوا بالديناميت وكفروا بالياسمين . . معلنين تضامنهم مع الموت ضد الحياة . . مع الضغينة ضد المحبة. . للمرضى الذين لم أدعُ لهم بالشفاء . . للأطفال الذين لم أنصب لهم الأراجيح . . للورود التي لم اشكرها حين شرحت صدري . . للبصير الذي لم اكن قنديلاً له . . لتفاحة الرغبةِ قطفتها قبل الأوان . . للصراط الذي جنحت عنه في عربة النزق . . لحمامة القفص وأنا أتسلى بهديلها . . للمداد الذي أهرقته على ورق الغواية . . للنصيحة أوصدتُ دونها باب سمعي . . للحنظل الحلو تشاغلتُ عنه بالعسل المرّ فاتسع الجرح . . ليميني أوهنتها بأوزار شمالي . . لليقين قيَّدته بحبال الظنون . . لصباحات اليقظة أعتمتها بدياجي الحلم . . لمرايا الفم هشمتها بحصى البذاءة. . للفراشة حَنَّطتها في رسالة عشق . . للناعور استهنت بأنينه حين أصغيت لخرير النهر . . للفانوس تنكَّرتُ له في حضرة المصباح . . للكلام الجميل حَبَسْتُهُ خلف قضبان الحنجرة . . لخيط البصر أسلكته في غير خُرْم البصيرة . . . للعصافير التي سقطت في فخاخي . . . للرصيف الذي أتسخ بأعقاب سجائري . . للقمر الذي آنس وحشتي في الظلام ولم أُطْرِهِ . . لأبجدية النخل وأنا " أرطن " بالإنجليزية . . للوطن الذي انتحلته في جواز سفري المزوَّر . . . لقلبي الذي لم أستر عورة صبواته . . .
للطريق الذي لم أردم الحفرة فيه
. . . للقط الذي طردته من ظلال الحديقة ذات ظهيرة صيف . . للأقوال التي أغويتها بالكسل فتكرَّشت الأفعال . . . ليدي أرغمتها أن تؤدي التحية لجنرالات يستحقون الصفع على اليافوخ . . لقميص الحلم نشرته على حبل الحماقة . . لكلماتي المهذبة في حضرة سياسي غير مهذب . . للشرطي الذي هربت منه فتحمل العقوبة . . للفضاء الذي لم أطرِّزه بطيور الدعاء الجميل . . وللأيدي البيضاء التي لم أصافحها بعد . . وأيضاً : أعتذر لحقيبة عمري التي أثقلتها بحماقات الأمس !
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |