|
شعر
بَغدادُ ثوبُك ِ في الدُخان ِ مُذهّبُ خلدون جاويد بغداد ثوبُك في الدخان مذهّب ُ وهلالُ فجرك ِ في الحرائق كوكب ُ وكحيلُ طرفك بالدموع مهلِّل ٌ وكسيرُ كفك بالجروح مرحّب ُ فالمهد ُ فوق دم السيوف مشعشع ٌ والطيرُ دونك وانتصارك أقرب ُ آمنت ُيابغداد كونك للوفا كالأُمِّ تحنو على البنين وتدأب ُ وبأن صدرك رُغمَ قحطِك عامر ٌ وخريفَ عمرك رُغم جوعك مُعشب ُ والموتُ يشهدُ أن رحمَك مزهر ٌ وبرغم آلاف المقابر منجب ُ وليخسأ الدفان قبضة ُ فأسِه انحَطمَتْ ، وطُوّحَ قصرُه والمنصب ُ فاذا دُفنت ِ فسوف تطلع وردة ٌ واذا قتلت ِ فسوف يولدُ موكب ُ بغداد قيثار الزمان وكأسُه وغناؤه ونشيده والمطرب ُ
ياليت مقتل كل جلاّد ٍ على يد شعبه ، فيَدُ العراق الأصوبُ يازرقة ً يُضري الغيوم َ صفاؤها ان السماء تجود لمّا تُحجب ُ إن الرصافة بالصواعق تحتفي والكرخ من نغم الرواجم مُطرب ُ نزلتْ على الباغين ذات حمية ٍ يُفدى لها رمقُ الحياة ويُوهبُ وإذا به بدرٌ لتهوي ظلمة ٌ واذا به قمرٌ فطاح الغيهبُ وإذا بهِمْ مزق ٌ أضاعتْ دربَها وإذا بهم زمر ٌ فأين المهرب ُ طحن الجحيمُ شتيتهم فليأكلوا ودحى الحمامُ كؤوسَهم فليشربوا الشعب ُ باق ٍ والشهيد ُ مخلّد ٌ والوغد ُ فان ٍ والمهيب مُغيّب ُ اليوم كرسي ُ الطغاة مُحطّم ٌ الكأسُ تُرمى والموائدُ تُقلبُ
البلبل الغريد مهما أوثقوا منقارَه ، فله الملاحنُ تُنسَبُ والنسرُ منطلقٌ وأنى قيّدوا منه منه الجناحَ هو الفضاءُ الأرحبُ والنخلة الخضراء ظللَ سعفها عمر الزمان وحسبهم أن يشحبوا الشمسُ ناموسُ العراق ومهدُهُ والفجر جن ّ جنونُه فليهربوا سقطتْ عقول ٌ فكرُها متحجر ٌ ومؤدلج ٌ ومعمم ٌ ومحجّب ُ وأتى العراق مضمخا ً بعبيره وغديره ولم َ العراق يُخرّب ُ ؟ مادام عانقت الجبال سهولها والكرد تحضن رافديه ويَعْربُ ما مثل دجلة لو يشيّد منزل ٌ أُم ٌ ولاصنو الفرات لنا أب ُ لك ياعراق جذوعنا وغصوننا ولمن يؤول الظل لو يتذبذب ُ مهما سَعتْ قدم ٌ وأنى شرّقت ْ أو غرّبت ْ، أرواحُنا لك تُنسَب ُ رفعتْ لبابلَ بصرة ٌ أنخابَها ولها بآشور ٍ ترنح مشرب ُ زاخو على النهرين يعقد مهرَه في أُمِّ قصرَ ونخلة ٌ له تُخطب ُ واليوم كاوا بالمآثر مطلِق ٌ فولاذ نار العشق وهو الأصلب ُ بدماء كردستان مهما أوغلتْ غدّارة الجلاد فالدمُ يغلب ُ نوروز يطلعُ نارَه ووروده قمما ً متى بطشوا ومهما عذبوا
نجفَ الرمال دماؤنا لك أ ُترعت كأساً وتسكرنا الرمالُ ونشربُ اليوم مرقدك المحصّنُ باسم ٌ فر ِحٌ بها ومتى ارتآى يتنكّب ُ العبقريُ الذهن صنوك مدركٌ نارَ الدخيل وفيم طاح المنصبُ حرق "المهيبُ " على هلالك نجمة ً ومنائرٌ لك بالمدافع تضربُ والإنتفاضة يومَ باغتها دمٌ غاصتْ بها ركبٌ ومثلك يُندبُ أفتيت أن الظلم كان ضليعه في الجُبِّ إخوة يوسُف ٍ لا الأذؤب ُ نزعوا السلاحَ أمام مرقدك الذي في الكون سر ٌ صرفُه لايُعرب ُ جنديُ امريكا المغير لك انحنى فاذا به متوجسٌ متجنِبُ طوبى لإسمكَ مثل وجهك نيّر ٌ له مشرق ٌ يحنو ويسجد مغرب ُ
بَيْنا تُمزقُ من شغيف قلوبنا أبناءُ جلدتنا الجراحَ وتسكبُ حلمُ الحياة على يَديْ جزارنا قد بات يُسرق في السجون ويسلبُ الأُمُ روضٌ كلما وضعتْ لها طفلا لخطوتِه المشانقُ تُنصبُ سالتْ بجمجمة ِ الوليد ِ دموعُها كأسا ً ليكرعَها "المهيبُ " ويشربُ فلَذاتُ قلبُ الاُم قد داسوا على حبّاتِها وسبوا الحياة وأجدبوا بعثوا الضحايا للحروب وعمّقوا نهرَ الدماء لها وغاص المركبُ حسبي بقلب الأُم ان عبيرَه بالدفء يغمرُ بيتنا ويطيّب ُ الأُم مثل حمامة ٍ في ثغرها غصنُ السلام ومن شذاه سننجَبُ هي زهرة الدنيا أُمرّغ ُ جبهتي في الوحل من أقدامِها وأُطيّب
ياموطنا قلبي عليكَ ممزقٌ عَبْرَ الشَتات وفي السجون معذبُ أخشى من الفجّار لو بكَ تاجروا أو أن تُباعَ فيشتريك مُهرِّبُ في الليل مصاصو الدماء بدربنا عين ٌ لهم ومخالبٌ بك َ تنشبُ يامبحرا ً في الليل حاذرْ لاتكنْ في الريح مثل سفينة ٍ تتقلبُ إن المسيحَ متى تسودُ كراهة ٌ رمزُ المحبة ِ والصليبُ الأشهب ُ واذا ادلهمّتْ واستبدّ ظلامُها واستفردتْ بك باللديغ العقربُ إن الإمامَ علي بوصلة ُالرَجا من كل نهج ٍ للبلاغة يطلبُ وإمام كلِّ مشرد ٍ لو شردوا ورفيق كل معذب ٍ لو عذبوا واعقد على أبناء فهْد براية ٍ حمراء ماترجو ولستَ تُخيّب ُ هُمْ أشرفُ الشجر النخيل بموطني هاما ً وباسمهمُ الحياة ُ تُلقّب ُ
إرفعْ لنخب الشعب ِ كأسَ بطولة ٍ لو نال منه الظلمُ فهْوَ الأصْلبُ وتوخَّ منه تمايزا وتعدداً فيه المآثرُ جمة ٌ لو تُحسبُ إلا ليالي البعْث ِ مثل سحابة ٍ مرّتْ ستمحقها السماءُ وتشطب ُ الاّ ابن عوجاء ٍ ورحم مثخن ٍ بالسُم من قذَر الأفاعي مُخصَّبُ ولتغتنم حسن الحياة فإنه بك مترع ٌ وبدجلتيك مطيب وكما بصبحك قرص شمسك مغرم قمر الزمان بسحر ليلك معجب أوقد شموع الحب في ديجورنا نغم السلام على القلوب محبب وعلى العراقيين شعَّب ْ مقوادا ً فجمالُ وحدتِهم بأنْ يتشعبوا لا أن يُمرغ َهامَ سومرَ واحد ٌ أو بالمسلّة اذ يعيث مخرّبُ ما ضر ألوانُ الأزاهر ِ جمة ٌ مادام يجمعُهن جذر ٌ طيّب ُ جذرُ العراق ونهرُه ونخيلُه وحنان قلبُ الأُمِّ وهو الأرحب ُ لا ألفُ لا للبعث نحنُ بدونِه نجمُ الى ضفةِ السلامةِ أقرب ُ ولتغتنمْ وهجا ً ببابكَ سانحا ً هو مشعلُ الحرية المتوثب ُ خذها على طبق المروءة وانتظرْ غيثا له الأرضُ الجديبة ُ تعشبُ وخذ الجواد زمامه لا ينتمي للأجنبي ، وسرجه لايُركب وبعهدتي أن سوف نجمك يرتقي وعلى جبين الشمس إسمك يُكتب ُ
قالوا فتنتَ بمارد ٍ ومجند ٍ قلت التحرر دونه لايُجلبُ قالوا احتلالٌ قلت كل دجنة ٍ سوداء يتلوها النهارُ ويعْقِبُ حتى اذا بانتْ واسفر وجهُها بالداء او جسَّ الجذامَ مُطبِّبُ نهدي الى زمن السلاح نفوسَنا قدرا به أكتافنا تتنكب ُ فالرافدانُ لثغر كلّ مخاتل ٍ بئر يُذاق الموتُ منه ومشربُ ستهب آشورٌ وتصرخ بابلٌ وتثور أكراد ٌ ويهجم يعرب ُ
عبد الكريم اليومَ روحُكَ رفرفتْ شبحا على وطني وذكرك طيبُ يامن عفوتَ وكان نبلك مقتلا ً هل أنت ظل نبوة ؟ أمْ مُذنِبُ بالأمس من قتلوك جاؤوا بمجرم ٍ وغد ٍ يهدم عشنا ويخربُ واليوم جاؤوا أرضنا بكراتهم أقدامهم تضرى ونحن الملعبُ أهُمْ الخلاصُ لحتفنا ؟ أم انهمْ سيفٌ سيقتلع النخيلَ ويحطبُ بكت الضفافُ فربما يُردي بها كالبعث قرصانُ البحار المرعبُ قال النخيلُ لسوف اشمخ باهراً وأمام عاصفة الجحيم سأخطب ُ إن العراق دمي وجذري وسعفتي والشمس والماء الفرات الأعذب ُ أنا للعراق وإن تشتت ذهنه متحزب ٌ ، متزمت ٌ ، متعصب ولسوف أعبر فوق جسر منيتي للمجد أمضي أو المشانق أذهب ُ
عبد الكريم العفو منك سماحة ٌ بك والتسامح شعب دجلة مُعجبُ لكن ومهما قد بلغت تساميا عن غادريك فللمسلة مطلب ُ أن سوف روحك تقتفي آثارهم سوطا ً لدبغ ظهورهم يتعقب بل سوف تخلد والدهور ستختفي إن المصوب في دماك مصوَّبُ مثل المسيح مع الزمان مؤثل والشامتون غداة صلبه غيّب مثل الحسين على الرماح ممزقٌ وعلى القلوب من الشغاف مقرّب ُ مهما تقوّسَت الظهورُ وحُطِمتْ فلسوف نرفعه الصليب وندأب ُ درب النضال الى الصباح منارة ٌ تدحي صروح المجرمين وتقلِبُ وكما سيندحر الظلام بشمعة درب النيازك بالنضال مُجَرَّب ُ .
* كتبتها في نيسان 2003 والقيتها في ساحة الأندلس ببغداد في ذات العام .
**************
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |