شعر

 

روحانيات

خلدون جاويد

khaldoun3@hotmail.com

" ولد الهدى

فالكائنات ضياءُ "

فلمن كواكبُ دربنا سوداء ُ ؟

ولد الهدى

لكن على أوجاعها

وجروحها مازالت الفقراءُ !

ولد الهدى

وعلى الصراط كسيحة

صنو الغزالة أُمة ٌعزلاء ُ

ولد الهدى

لكن بمقبرة الدجى

سكنت قبيل مماتها الأحياء ُ

ولد الهدى

والنور من ميلاده 

نغم ٌ

ترجّع جرسَهُ المَيْلاء ُ

حتى كأنّ سواهُ في لمَعانِه

رمل ٌ

وكلِّ بلاغة ٍ إنشاء ُ

زُفتْ عروس المشرقين

لخطوه ِ

شمسا ً تطرّز ثوبَه الشهداء ُ

ولد الهدى

هيهات يفنى ذكرُهُ

قدرٌ يظل على المدى وقضاء ُ

ولد الهدى

فاذا العزيمة ُجددت

ومضت لتسبر غورَها الزعماءُ

لولا الهزائم

والمآتم والأسى

نكسٌ يُداف به دم وبكاء

واذا انخذالات تشق هشيمنا

نارا

وراية موطني استخذاءُ

فكأنما وطني 

حسين  آخر ٌ

عطشتْ بركبه رضّع ٌ ونساء ُ

ولد الهدى

نصرا وكل شهورنا

تُدعى حزيرانٌ وعاشوراءُ

أين المفرّ

وكل ليل ٍ آفة ٌ

سوداء خلفه آفة سوداء ُ

كل البقاع

دروبهن مضاءة ٌ

الاّ العراق فدربُه استثناء ُ !

شفة الحسين يظل جرحك دافئا

في الروح

لم يعْوزْ رواءك ماءُ

ان لم يقمْ للروح

بعدك موئلٌ

فالموتُ بعدك والحياة سواءُ

 

  **********

 

 إهداء

 

" الى أُختي الكبرى ردا على اهدائها لنغم ٍ قدسي "

 

أهديتِني من كلام الله إهداءا

بل روضة ً

من شذى الفرقان غنّاءا

يا أُم ّ نشوان

في ترتيلة ٍ نغم ٌ

يشفي الغليلَ ويبري عطرُه الداءا

حسبي بآياته

نبعا ً يظللني

ويبتغي ظمأي منهن ارواءا

عشرون عاما

قضتْ نحبا ً

بمغترب ٍ

لم تمنح القلبَ معراجا ً وإسراءا

ودجلة الخير

ماندّت على شفة ٍ

الاّ وكان الندى جمرا ً ورمضاءا

فرحت ارفع كاساتي

محطمة ً

معانقا

كِسَراً منها وأشلاءا

عساي أنهل من صدر العراق

شذى ً

تفدى له الروحُ سرّاءأ وضرّاءا

يا أُم نشوان

هل في وهدة أمل ٌ

يُرجى

لكي يبعث الأموات أحياءا

فللحسين على نهر الفرات فم ٌ

محاصر ٌ

لم يذق من بعده ماءا .

 

************

 

التبر والأحزان

 

حزين ٌ

وما أبدلتُ بالتبر أحزاني

ولم أتشحّذ ْ

تحت عتبة سلطان ِ

ولم أتخذ من مدرج الشمس

مقعداً

ولو شئتُ عرشا ً في الشموس

بإمكاني

تساميت ُ

لم أقهرْ يتيما ولم أضعْ

سجونا ً

وقضبانا لزهرة رمّان ِ

عقدت على نهج التحرر فكرتي

وشيّدت ُ

في دنيا المحبة إيماني

سما نبوياً

في الحياة تواضعي

ومهما تدنى عطف قلبي

فربّاني

أُغني ولكنْ

لا أرى لي صاحبا ً

جديرا بأن تُتلى عليه أغاني 

ولي سوّلت ْ نفسي

بأن أهجر الضيا

واخنق بالكفيّن بُلبلَ ألحاني

فآثرت ُ أنْ أُنسى

بذكرى أسيفة ٍ

وأُفنى بلحد ٍ في مقابر نسيان  ِ

فكل دهور الأرض

ليستْ منازلي

وأبراج قرص الشمس

ليست بأزماني

لقد أخذوا كل القلوب

فلم أجد

بصدري َ

الاّ مضغة ًمن دم ٍ قان ِ

وليت الذي

من فرط حب ٍ أماتني

كريشة طاووس المصاحف أبقاني

أنا مثل قلب الأُم

عطرٌ موزعٌ

بحب البرايا فوق سبعة بلدان

أنا حبة ٌ

في التُرْب ِطال انتظارها

لقطرة ماء ٍ

كي تجود ببستان ِ

أنا حبة ٌ

من داكن الصمت أُغرمت

بفجر ٍغريب ٍ ضاع

من كوكب ٍ ثان ِ !

وحسبي أن لا أُجهض الصبر

يائسا ً

وأُخلي لِشذ ّاذ الطريق مكاني

كنوزهُم ُ

قد شرّدتني بموطن ٍ

ومنفى ،

ولي كنز ٌ من الصبر ِ روحاني

وإن زل ّ إيماني بنفسي

فإنما

بفكر عليٍّ  ماتزعزع  إيماني

سأبني له ركنا ً

من المجد عاليا ً

وإن ْ هدّتْ الأسقامُ والفقرُ أركاني .

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com