سمراء ميلادي , ركبت أجنحة
طيرها وسكنت شجرتي مخبئاً أشجارها
وهاجرت فوق الرمل طفلاً ضاقت به الأرض ليتعلم الغوص في أبحارها
فرجيتها السكن عالمها والليل سمرها واللؤلؤ حليتها وكنعان غايتها
تنهدت السمراء , وقالت ما أنا إلا سمراء صامدة على أرض ما أغلى
منها إلا أغلاها
فأنا الفراشات التي تحلق حول الضوء لتسعد برؤياها
ومضت سمراء بنورها ما ضاء لي الليل وسطعت أقمارها
فانتهيت وسلمت أمري وسرت فوق الرمل وإخترقت أعماقها
فتبسمت لي السمراء وكأنها لحن وتري سكن الفؤاد وغناها
كم لاح بي نظر وطوق روحي سواد عيناي تلك السمراء فشنقت برمشها
وحاجبها ومحياها
حتى بلغت الرجولة وما لي من عشق مرأة إلا تلك السمراء وما
زلت أموت وأحيا للمسة من يداها
فها هي سمراء عمري وميلادي قد ظهرت فأخفت بوشاحها عني محياها
فضاحكة مبتسمة كانت وكنت اسامرها الليالي والرمل والبحر والنجم
يرعاني ويرعاها
والمد والجزر يلعلعوا لحضورها والقمر يسطع فيخجل من نورها ومحلاها
والموج يعلو ليصل قدميها ويسرق اللؤلؤ والمرجان الذي يسكن في
أناملها والأرض أدناها
فسمرائي هي من ألف لها الشعر ومن أجلها إنشق البحر ولعينهيها غنيت
الالحان
وسكنت قصائد الحب والغزل ومغناها
ايتها السمراء منذ إنتهى في مديني النور والقمر لمست القهر
والحصار في مرحاها
فعدت أستجدي روحي وزماني وحبي لك أيتها السمراء وأصرخ وأقول أين
ذهبوا بحبيبتي
السمراء أوهل محوا خارطتها
ومجداها
وأولم يبقى لي منها إلا ذكراها
وإذا بصوت حنون عجوز هاتفاً يا
كنعان لا تحزن فسمراءك هنا صامدة
في وجه هذا النير اللعين فذكر
دوماً بأنني السمراء سيبقى اسمي فلسطين وهويتي
عروبتي
والأقصى قبلتي
والمهد والقيامة كنيستي
والحرم الإبراهيمي مسجدي
ويافا وحيفا وعكا
مرفئي
وتل الربيع مجدي وخلدي وكلوتي
والقدس عاصمة قلب ومجمع كل أحبتي
فأنت كنعان
وأنا فلسطين الأرض السمراء فانظر
معي إلى سماها