شعر

 

اغلال الجمال

 

د. علاء الجوادي

المقدمة:

كانت تقول له: انت مقصر لانك لا تدافع عن نفسك وتكشف للناس حقيقتك. فانت بهذا التكامل والرفعة والسمو ومختبئا في ظلام العزلة. وغيرك ممن يعيش في دركات التسافل والانحطاط لكنهم ملؤوا الدنيا كلاما وادعاءا ونعيقا وزعيقا. حتى صدقهم الكثيرون واعتقدوا بهم انهم المنقذون. انت يا حياتي مقصر بحق نفسك وانا لا ارضى ذلك لك لانه جريمة بحقي وبحق كل من يحبك ويراك مثلا صالحا نقيا. وسابذل كل جهدي في اعلان حقيقة امرك فانت لست ملك نفسك، فانت ملك لي، بل انت لنا جميعا.

اجابها: ان جمال كلامك لا يدانيه الا جمال صفاتك. واخلاصك لا يقاربه الا رائع اخلاقك وصفاء قلبك. ولكن هذا هو طبعي وقد يكون طبعا رديئا وسوف لا ينمحي الا بمحو رسمي ونسيان اسمي. فدعيني من هذا الحديث، فالوقت يمر سريعا الى المقصد المحتوم، ولاغتنم الثمالة في كأس الصدق، فاسكر في سحر كلماتك، ولاتفرغ لعزفي، واستمرت بعتابها وراح يغفو في عالم احلامه فقال:

 

يا جمال ما له من شـــبه طل لنا ثم استقاما

يا جمال صنته عن اعين الخلق اذ راموا حراما

صنته من دون بخــــــــل عن غوايات الندامى

ذاك كي لا يخطـــف العــاذل من فينا مداما

عندما اوقدت الاحســاس شوقا واضطراما

بكلام من فم ينـثر انغــاما ويـــدعوه كلاما

عقد القلب باغلال وسمى ذلك حبا وغراما

نحن لا نبغي ســـوى الوصل فردوه سلاما

فلم البعد الذي خيم بالبين اترضوه مقاما؟

ام هي الاقدار ما تتركنا؟ اجنينا؟ فلماذا؟ وعلاما؟

وابينا الظلم من نشـــــــــأتنا ولنحيا اوفياءً وكراما

لا تلوم الشاعر الصادق اذ كان لدى العشق اماما

فسلام لبعيد هارب مـــن افاعي وسلاما وسلاما

ان لا انساك يا اسرنا فاســــال الليل وسل مني المناما

انت في ليلي مصباح الدجى انت من بدد وهما وظلاما

فدع الشاعر في عالمه يقبس الانغام من حلم تسامى

انما العُذّال في هجمتهم قد احاطونا رماحا وسهاما

فاذا اكملتُ حفري مدفني واراد الربُ تنزيل الحِماما

واذا ما خبرٌ عن موتنا جاءكم نقسم قد متنا نشامى

فانثروا الورد على مدفننا واذرفوا دمعا علينا لا كلاما

مع تحيات العازف الشارد لكل من يحبهم ويحبوه. والذي نظم هذه الابيات ارتجالا ومن دون كثير تفكير فقد تتالت على لسانه وكأنه الوحي يتنزل من سماء المحبة والقدس والالهام. فما اطهر عواطف البعض وما اقذر نفوس البعض الاخر. انه الفرق بين من يبحث عن لذة الروح في عالم التقى، ومن يبحث عن لذة الجسد البالي في عالم السقوط.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com