شعر

 

هذيان .. وقت الظهيرة

 

زاحم جهاد مطر

 

 

توقظني الكآبة

من صحوتي

على وقع أقدام الأشياء

وهي تسير نحو الزوال والنسيان

وأسير

حيث الظلام يمحو كل الفصول

ووديان الصمت والسكون

تبتلع الأصوات

وتمتص الصدى

فلا صوت للبكاء

ولا ضجيج

وتتلاشى الاجسام والاسماء

في ذاكرة العدم

ويصبح كل شيء

لاشيء

وتخترق الاشواك

أجنحة الفراشات الجميلة

وتموت على حافة النهر

الذي يشكو العطش

والسماء تخيل

للحجر السجيل

لتحرق الزهور والزنابق

وسنابك الخيول الوحشية

تسحق العظام

والقمر الفضي يسقط في فم الأفعى

ويختفي

وألوذ بالشموع

التي تبكي النور

بلا دموع

وابحث عن أشلائي

فلا أجد سوى الجماجم تحدق في السماء

وتضحك ببؤس

وفوق اطلال السنين

التي تصرخ بينها الرياح

يجلس البوم الحكيم بهدوء

ويفكر باللامبالاة

والاشباح تتهامس وتتقافز

ويغزو الرعب ذاكرتي البلهاء

وألجأ الى زاوية أوهامي

ويظهر الأفعى من جديد

من ثقب في الظلام

وينفث في وجهي

ثم يلفظ القمر الفضي

في حظني

ويرحل

وأصحو من جديد

وأعود الى هذياني

وأنتبه

ثم أنظر الى خلفي

انها قافلة الزوالَ والنسيان

تأتي من بعيد

من خلف السراب

وتقترب

فسيان عند القدر

الوقوف او المسير

الذهاب أو الإياب

انها دورة الزمان

دورة القدر

وتدق ساعة النهار

لأنتظر الليل

وأذهب الى الليل

او يأتيني

لست أدري

لأنتظر النهار

وهكذا فكل شيء يسير

الى نقطة اللقاء

اللقاء المحتوم

حيث كل شيء ينتهي

ويبدأ من جديد

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com