شعر

دمعة لوطني

زاحم جهاد مطر

أيها الوطنُ الجريحُ المُنهكُ
أيها الوطنُ المُتعَـبُ الأخنعُ
مـا لصـوتـِكَ المبحـوح
مـن إبنـكَ الضّـال لا يُسـمَعُ
مـا لعَيـنِ السياسـة لجراحـاتِكَ
لا تأسـو ولا تَدمَـعُ
أيـهـــا الأسَــدُ الجـريحُ
يا من بسيوفِ الأخوةِ خُدَّع
وقعتَ في شِـراكِ قــومٍ
والقـومُ عـليك أجمعـوا
وكلٌ من خلفِ الستارِ
عليك بالحبـلِ يَشّـِدُ ويَجـرعُ
وقلبُكَ الكبير
لكلِ هذه الآلآمِ
لكلِ هذه الجراح
كيف يتجرعُ
يا أسَدي الغيور
يا أسَدي الصهور
يَبيعُكَ الآن من إشترَيتَهُ
بالأمسِ ويَنتَفِعُ
إنهُ رَجُلٌ خَدِعُ
ومثلهُ آخرون
أنانيـون رُقـَّـعُ
أو للغـيـرِ خُضَّـعُ
اورَبَــعَ إبليـس في قلوبهـم
فهـم ربـَعُ
وابنك البار الى خارج السِربِ
يُدفَـعُ
فكـيف لا أبكـي عليك دمـا ً
وأنتَحِـبُ
والحمائِمُ تنوحُ عليك وتتوجعُ
والنوارسُ تبكي عليك وتتفجَعُ
وما جـدوى البُكـاء
ما جـدوى النحيـب
إذا كـان للثــوب لا يَـرْقــَعُ
للضـمير الساكنِ لا يُحَرِّكُ
للوَعْــدِ المنسي لا يُذكِّـرُ
للخائـن لا يَزجِــرُ ولا يَجــزَعُ
لعَين الذي أقسَـم بكتـابِ الله
نهــاراً جِهــاراً لا يَرســعُ
للظـالمِ الذي نسى خوفَ الله
لا يـَـرْدِعُ
للمظـلومِ الداعي لا يَنفَـعُ
لسـارقِ الأيتامِ لا يَمْنـَعُ
فتباً للبُكـاء والنحـيـب
فيــا أقـلامُ خُـذينـي
الى حيث تثورُ الحروف
وتصـرخُ وتُسـمِعُ
فالمـاءُ دُرْعٌ
والزرْعُ دُرْعٌ
وكــلُ شــيءِ في وطني سـِـيـَعُ
خذيني
الى حيثُ يُنادي المـوزون والنَـثْــرٌ والسَــجَـعُ
تباً لكلِ مَن إدّعى حُبَ الوطنِ
وهـو لـهُ مُفــزِعُ
تباً لكلِ من قـال بحُـبِ الشعـب
وهـو لـهُ زَعـزَعُ
تباً لكلِ مـن إدّعـى ذَم الدُنيا
وهـو لـهـا مُرْضِـعُ
تباً لكلِ من كان خَتِعاً
وصاراليـوم عليك وعلينـا
سَـبْـعُ
فلا خيرَ في قلمٍ ينتظِرُ
حصادَ خيرٍ
ولا يَزرَعُ