شعر
نشيدُ الغادةِ الحسناء
د.علاء الجوادي
الحورية التي طافت به وهو في اسرائه الروحاني في المنام
خطرت لي كغادةٍ حسناءِ
وبعينين مثل لون السماءِ
وبشعر مذهـبٍ مثل تاج
وبوجه مــورد برواءِ
وبثغر كأنــه من عقيقٍ
وبصوت مــغرد كالغناءِ
ولسان لها يقــطّر شهداً
وحديث معــطر بالصفاءِ
وبروح رقــيقة وشعورٍ
وبنور يشـع في الظلماءِ
غنج مشيها لتسـلب لبي
طلبت ان تضـمني بلقاءِ
رف قلبي وقد نسيت شقائي
اهي سحر مشــبهٌ بالنساءِ
قلت: كلا لكـــي تفارق بابي
اتقاءً لفتنـــــتةٍ وابتلاءِ
واجابت: اهــل اغادر عشقا؟
وافاضت بمـــدحها والثناءِ
جئت يا قبلــتي امتع روحي
وأُملّي عيني جلـــيل البهاءِ
لستُ ممن يُظـن يا املَ القلبِ
فتاة لعـــــــوبة الاهواءِ
جــئتُ عنـد الغديـرِ كـي
اغرف الماء يوم يجزرُ مائي
جئتُ لما اختنقت انشق عطراً
وهو ما ابتغيه عذب النقاءِ
من محيطٍ مـــلوثٍ بنقاقٍ
يا نقائي وراحـتي وهوائي
قتلوني بالـــف كيد وكيد
والتجائي الـيك انت رجائي
انا والله مــن سلالةِ مجدٍ
وإبائي مزيــــناً عليائي
ما ارى بينـــهم لحبي كفؤ
يا حبيبي ذو الرايةِ الخضراءِ
وسهام لهـــم تُريَّشُ ضدي
وافتراء مــــركب بافتراءِ
لا لذنبٍ جنـــيتُ الا لقولي
ايها القوم مـــا بكم اكفائي
انا ان غركـــم ذئابٌ تعوت
لبوةُ الحربِ في لظى الهيجاءِ
انما القلب للحـــبيبِ مصفاً
لا ابالي ان تشربوا من دمائي
انا لا ارتضــي صغارَ رجالٍ
ومقامي نحـوَ الذُرى والعَلاءِ
عزَ بينَ الرجـالِ مثل حبيبي
انما الصعب ســلم الارتقاءِ
وسأبقى قصيدةً صعبةً الوزنِ
على فنونِ الالحـانِ والشعراءِ
بيد ان الحبيب قد صاغَ لحني
ببيوتِ القصــيدةِ العصماءِ
فتلاقت بها دمـوعُ الضحايا
بدماءِ الوقائـــع الحمراءِ
ولتدوّي عبـر الزمان نشيدا
يتتالى بصــادح الاصداءِ