صَحْراء
....
أيمن
اللبدي
1
أَمامَكَ الصَّحْراءُ والنَّزْفُ الطَّويل
وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ الزَّوابع
وَلا دَليلْ
وَالخَطْوُ أَشْياءٌ صَغيْرةْ
تاهَتْ عَلى ظِلٍّ تَداعى فَوْقَ أَكْفانِ ضَفيرةْ
وَلا نَخيلْ
ماذا تَقولُ المُنْشِداتُ مِنْ بَواكيها الأَخيْرةْ
ماذا تَقولُ النَّائحاتُ المُسْتَديرةْ
عَنِ الفَضاءاتِ الأَسْيرةْ
عَنِ اشْتباهٍ في المَواجِعْ
ماذا تُحيْلْ
يا خَيْمَةَ الوَهْمِ الكَبيرةْ
ضاعَتْ مَفاتيحُ الهُروبِ واخْتَفتْ ساقُ المَطالِعْ
وساقَها فأرُ الحظيْرةْ
لا قفزَ عنْ وَحْشِ السَّرابِ
وَلا نَجاةْ
والْمَوتُ أسْخَفُ الرِّوايةَ التي قالَتْ :متى البِدايةُ المثيرةْ
!
ها أنتَ مِثْلُ الغَيْمَةِ الحَدْباءْ
لا تَستَعيدُ منْ صِباها غيرَ أَسْماءِ المراضِعْ
وبعضَ ما خانَ المقاطعْ
ونصفَ أَوْتارِ المدامعْ
ما مِنْ سَبيلْ
ما مِنْ سَبيلْ
**********
2
وَليمةُ الخَوْفِ الثَّقيلْ
وَجَيْشُ فُرسانِ العَطَشْ
وَمَوْعدُ الحُزنِ المُعادِ منَ خَوابي الرَّاحلاتْ
قامتْ كَما قامَ المَسيْحُ بلا قَلقْ
كأنَها رَحْلُ الذي قدْ عادَ من بابِ الشَّفقْ
ماذا دَهاهْ!
وأَينَ أختامُ العَويلْ
فاضتْ عَلى زِنْدٍ نَحيلْ
هَوَتْ على قَلْبٍ عَليلْ
وَما اسْتفاقت بعدَ أن سدَّتْ عَلى الخَيْطِ النَََّّفقْ
يا طائرَ الوَقْتِ القَتيلْ
هاتِ الجَناحينِ المُعارَيْنِ هُناكْ
ماذا تَبَقَّى لِلْهَلاكْ
عاتِبْ ذَبيحاً مثلَ أَصْحابِ القَوافِلْ
واسْتَرِحْ قَبْلَ الرََّحيلْ
قلبي هنُاكَ لمْ يَعُدْ عندَ الأَصْيلْ
وأنتَ فاخْتَتِمْ شُروحَ الموْتِ في السَّيْر الطَّويلْ
هذا أوانُ الاسْتِعارةْ
فاكْبَحْ جِماحَ الحَظِّ بينَ أَنْيابِ العِبارةْ
يا صاحبي ضاعَ الطَّريقْ
ولا جِمالَ ولا فَتْيلْ
أنا تعبْتُ منْ تَضاريسِ الخُيولِ المسْتَريحةْ
والعزمُ أضْحى مثلَ عُصْفورٍ خَجولْ...
***********
3
لَيْلى اسْتخارتْ فاعْتَلتْ سَفْحَ الظَّليلْ
لكنَّها لمْ تَسْتَعِرْ قلبَ الصَّلاةْ
وَلا نياشيْنَ المقاتِلْ
وأنتَ أَدْنى المُسْتَحيلْ
لا عَيْنُ زادَتْهْا المَواسِمْ
لا كفُّ أَبْقَتْها القَواسِمْ
لا سِرُّ تَرويْهِ المَشاويرُ التي ناحتْ بأَطْيافِ المواويلْ
كيفَ اخْتَفى الماءُ الجَليلْ
وأينَ صارتْ خُطْوةُ الجَمْرِ النَّبيلْ
يا وَحْشةَ اللَّيلِ الطَّويلْ
لا مِنْ عَلاماتٍ تقودُ إلى الفَلَقْ
وكلُّ ضَوْءٍ في البداياتِ اسْتحالَ كُتْلةً بابَ النَّفَقْ
ولمْ تَعُدْ لَيْلى المَريضةْ
ولمْ يَعُدْ قَلْبي الحِصانْ
هُنا الإشاراتُ القَتيلةْ
حيثُ انْتَهى عَصْرُ الفُحولْ
حيثُ ارتمى عَصْرُ الدُّوارْ
وجفَّتِ الأرْضُ اليَبابْ
لا لومَ يُشفي الاخْتصاراتِ البَديلةْ
أوْ يَسْتَعيدُ الجُرْحَ منْ أَيْدي العُصاةْ: عاشَ الزُّناةْ
وَأَنْفجِرْ /.....مرَّ الإلهُ المُسْتَثارْ
وَعِنْدَما تَأْتي المَناديلُ التي نامَتْ على وحْيِ المقاتلْ
فَلنْ تَرى غَيْرَ السَّرابْ
وَغَيْرَ أَقْدامٍ تخلَّتْ عنْ فِرارْ
وأَسْلَمتْ لِهذهِ الصَّحراءِ أَسْماءَ الحبَيبِ والحَبيبةْ