شعر   

الرماد الأخير

 

حيدر قاسم الحجامي

 

 

 

الصبحُ يعبثُ   ُ

 بما تبقيهِ الذاكرة ,,,

اللون الزائل من أظافرِها الرطبة

أرجوانةًُُ حاضرة

تمتشق ُ الكلمات

تكتب عن شجرِ التفاحِ الأخضر ِ

عن عنقودِ العنبِ الأسودِ ..

فأكتبُ عن بُرتقالِها الناضج ...

تعيدُ لي ما كتبتهُ

تُسمعني

تغريد بلابلها  الحزينة 

تُعم إرجاء حديقة الأوراق

المتأهبة للسقوط ...

متاهة كبرى ...

تهجسُ ...ببطئ :

أيها القادم ُ مع الضباب

أيها المعفر ُ  بالندى ,,,

آنَ  رحيلكُ  ...

نحنُ على أبواب الخريف ...

الرماد وحدهُ سيأتي

يحملُ تباشير انهزام خرافة

الحياة

الدائمة ...

وسيبددُ كل قصائدكَ الحمقى

الرماد سيذرُ في حدقتنا

غباراً ثقيلاً

بثقل الفاجعة ...

سيهدرُ ما  تبقى

من كبرياء الشجر

سيبددُ حمى أسمائنا

وسيمحو أخر القبلات

من شفاهنا 

بقطرات المطر 

هناك ...على شخير الدببة

الغافية ...يتربص

بنا الرماد ...

هل تعرفين ؟

حين يأتي

الرماد الأخير

اجمعيني في ما تبقى من أوراقكِ

الشاهدة   ...وانثريني

على شرفات سدرتك الواجمة

قبل إن ينثرنا الخريف ...

لا شيء سيبقي لنا سوى

سوى إلا شيء ,,,

انثريني هناكَ وحيداً ,,,

قرب الفرات المدمى

بأحلامنا الضائعة 

اهجريني للأبد ...

أو اعُزفيني نغمة

للعاشقين ...

هل تعرفين ؟

فتُغلقها   النافذة

....

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com