شعر   

ضاءُ اللهِ وَاقِعٌ بـِالـْمُسْتَهْـزِئِيْنَ

 

علي سعيد حزام القدسي
 

 

إِلَيْهِمْ لاَ إِلَيْكَ هُمُ أَسَاءُوْا **بِمََا آذَوْكَ وَاغْتَابُوْكَ بُهْتَاً
فَقَدْ لُعِنُوا وَشَاهَ الْوَجْهُ مِنْهُمْ **فَلَنْ تَأْسَى رَسُوْلَ اللهِ مِمَّا
وَإِنْ ضَاقَتْ رِحَابُ الأَرْضِ مِنْهُ **لأَنْتَ أَجَلُّ عِنْدَ اللهِ قَدْرَاً
مَقَامُكَ فِيْ جِوَارِ الْعَرْشِ أَسْمَى**وَحَوْضُكَ عِنْدَهُ الْمَوْرُوْدُ أَرْقَى
وَلَمْ يَرْقَ وَلَمْ يَدْنُ نَبِيٌّ**بِهِمْ صَلَّيْتَ فِيْ الأَقْصَى إِمَامَاً
بُعِثْتَ إِلى الأَنَامِ بِخَيْرِ دِيْنٍ**هُوَ الإِسْلاَمُ دِيْنُ اللهِ حَقَّاً
وَقَََدْ نُسِخَتْ بِهِ الأَدْيَانُ طُرَّاً**فَمَنْ يَرْجُوْ سِوَى الإِسْلاَمِ دِيْناْ
ًأَتَيْتَ بِهِ جَمِيْعَ النَّاسِ هَادٍ **وَكُنْتَ الرَّحْمَةَ الْمُهْدَاةَ فِيْهِ
فَكَانُوْا إِخْوَةً وَ الدِّيْنُ أَصْلٌ**وَيَنْصَهِرُ الْوَلاءُ بِهِ وَ يَغْدُو

فَفِيْهِ تَكَاَفَلُوْا وَبِهِ تَوَادُّّوْا**وَفِيْهِ تَكَاَفَاءُوْا وَبِهِ اسْتَقَامُوْا
وَمَا فِيْ الدِّيْنِ مِنْ حَرَجٍ عَلَيْهِمْ**فَلَمْ تُشْطِطْ وَلاْ تَغْلوْ بِأَمْرٍ
حَفِظْتَ حُقُوْقَهُمْ وَعَدَلْتَ فِيْهِمْ**وَما اسْتَأْثـََرْتَ دُوْنَهــــُمُ بِرَأْيٍّ
وَمَا مَيَّزْتَ بَيْنَهُمُ بِلَوْنٍ**وَمَا كَانَ التَّفَاضُلُ قَََطُّ إِلاَّ
وَلِنْتَ لَهُمْ وَكُنْتَ بِهِمْ رَحِيْمَاً **وَلَمْ تَكُ فِيْهِمُ فَظَّاً غَلـِيْظَـاً
وَلَمْ تَظْلِمْ وَلاَ تَعْدُوْ بِظُلْمٍ**وَتَعْفُوْ إِنْ قَدَرْتَ وَلَسْتَ تَطْغَى
فَحَرْبُكَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ كَانَتْ**تُخَيِّرُ مَنْ أُذِنْتَ بِهِمْ ثـَلاثـَاً
فَإِمَّا يُسْلِمُوْا وَلَهُمْ وَلاءٌ**وَإِمَّا جِزْيَةٌ وَلَهُمْ أَمَانٌ
وَإِمَّا الْحَرْبُ آخِرُهَا اخْتِيَارَاً**فَإِنْ شَاءُوْا القِتَالَ وَمَا اسْتَجَابُوْا
فَإِنْ دَارَتْ لِتَطْحَنَهُمُ رَحَاهَا **فَلاَ شَيْخٌ وَ لاَ امْرَأَةٌ وَطِفْلٌ
وَلَيْسَ يُضََرُّ حِيْنَ الْحَرْبِ حَرْثٌ **فَإِنْ قُتِلُوْا فَسَوْأَتَهُمْ تُوَارِيْ
وَكَانَتْ حِيْنَهَا الدُّنْيَا ظَلاَمَاً**وَكَانَ يُعَاثُ بِالإِشْرَاكِ فِيْهَا
وَتُسْتَلَبُ الْحَوَاضِرُ وَالْبَوَادِي**وَكَانَ الشَّرُّ فِيْهَا مُسْتَطَارَاً
وَبَيْنَ النَّاسِ كَانَ الظُّلْمُ فَاشٍ**وَكَانَ الْحَقُّ فِيْهَا مُسْتَبَاحَاً
وَلِلطَّاغُوْتِ وَالطَّاغِيْنَ فِيْهَا**وَأَنْتَ بِمَا حَبَاكَ اللهُ فِيْهَا
مَلأْتَ الأَرْضَ وَالدُّنْيَا سَلاَمَاً**وَحَلَّ الْحُبُّ وَالإِيْثَارُ فِيْهَا
وَبِالْقُرْآنِِ نُوْرِِ اللهِ فِيْهَا**وَزَالَ الشِّرْكُ وَالطُّغْيَانُ عَنْهَا
فَسَادَ الْعَدْلُ بَادَ الظُّلْمُ حَتَّى **وَكُنْتَ بِهِ عَلَى خُلُقٍ عَظِيْمٍ
(فَأًََجْمَلَ مِنْكَ لَمْ تَرََ قَطُّ عَيْنٌ **(خُلِقْتَ مُبَرَّءَاً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ
أَحَبَّكَ بَعْدَ حُبِّ اللهِ فِيْهَا **(وَلاَ تَحْزَنْ)-وَقَدْ مَكَرُوْا-(عَلَيْهِمْ)
وَإِنْ كَادَتْ لِتَكْسِفَ مِنْهُ شَمْسٌ **وتَنْشَّقُّ الْبَسِيْطَةُ وَالرَّوَاسِـيْ
فَبِئْسَ الْهَازِئُوْنَ وَبِئْسَ عَهْدَاً **أَذَاهُمْ دَاحِضٌ فِيْ كُلِّ عَصْرٍ
سَيَكْفِيْكَ الَّذِيْ بِالأَمْسِِ مِنْهُمْ **عَلَيْكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ صَلَّى
بِمَا نَشَرُوْهُ مِنْ إِفْكٍ وَجَاءُوْا **وَأََنْتَ مُبَرَّءٌ مِمَّا أَسَاءُوْا
وَبِالْخُسْرَانِ فِيْ الدَّارَيْنِ بَاءُوْا **بِهِ جَاءُوْا وَلَسْتَ بـِـهِ تُسَاءُ
وَضَجَّ الْكَوْنُ وامْتَلأَ الْفَضَاءُ **وَمَنْزِلَةً لَدَيْهِ وَهُمْ هَبَاءُ
مَقَامٍ لَمْ يُقَمْهُ الأَنْبِيَاءُ**وَأَنْقَى مَوْرِدَاً فِيهِ الشِّفَاءُ
إِلَيْهِ - سِوَاكَ -كَانَ لَهُ احْتِفَاءُ**فَكُنْتَ إِمَامَهُمْ وَلَكَ الْلِّوَاءُ
رَسُوْلاً خَاتَمَاً فَلَكَ الْوَلاءُ **فَكُلُّ الرُّسْلِ دَانُوْا بِهِ وَجَاءُوْا
بِحُكْمِ اللهِ وانْقَطَعَ الرَّجَاءُ **فَمِنْهُ لَيْسَ تَقْبَلُهُ السَّمَاءُ
وَقَوْمَهُمُ سِوَاكَ الرُّسْلُ جَاءُوْا **إِلَيْهِمْ فَاهْتَدَوْا وَإِلَيْهِ فَاءُوْا
تَذُوْبُ بِهِ الأَوَاصِرُ وَالدِّمَاءُ**وَلاءَاً وَاحِدَاً وَبِهِ الْبَرَاءُ
وَلَيْسَ لِغَيْرِهِمْ فِيِهِ وَلاءُ**فَدِيْنُ اللهِ لَيْسَ بِهِ الْتِوَاءُ
أَتَى بِالْيُسْرِ لَيْسَ بِهِ عَنَاءُ**عَلَيْهِمْ قُدْوَةً فِيْهَا اقْتِدَاءُ
قَضَاءَاً فَالْحُقُوْقُ بِهِ قَضََاءُ**بِقَطْعِ الأَمْرِ إِنْ عَظُمَ الْبَلاءُ
وَجِنْسٍ فَالْجَمِيْعُ بِهِ سَوَاءُ**بِتَقْوَى اللهِ حَيْثُ بِِهَا ارْتِقَاءُ
وَدُوْدَاً فِيْ مَوَدَّتِكَ الصَّفَاءُ **فَمَا انْفَضُّوْا بِلِيْنِكَ أَوْ تَنَاءَوْا
وَإِنْ عَاهَدْتَّ شِيْمَتُكَ الْوَفَاءُ **كَرِيْمَاً فِيْ سَمَاحَتِكَ السَّخَاءُ
لِرَفْعِ الظُّلْمِِ لَيْسَ بِهَا اعْتِدَاءُ**وَأُوْلاهَا إِلَى اللهِ الدُّعَاءُ
لَهُمْ فِيْهِ السَّلامَةُ وَالإِخَاءُ**لَهُمْ فِيْهِ الْحِمَايَةُ مَا أَفَاءُوْا
وَلَسْتَ بِمُكْرِهٍ إِنْ لَمْ يَشَاءُوْا **لِمَا يُحْيِّهُمُ فَلَهُ تَشَاءُ
فَلَيْسَ بِهَا يُضَرُّ الأَبْرِيَاءُ **يُضَرُّ بِهَا وَلَيْسَ بِهَا يُسَاءُ
وَنَسْلٌ أَوْ يُهَدُّّ لَهُمْ بِنَاءُ **وَإِنْ أُسِرُوْا فَمَنٌ أَوْ فِدَاءُ
وَلِيْلُ الْجَهْلِ لَيْسَ لَهُ انْتِهَاءُ**فَسَادَاً فِيْ تَقَيُّحِهِ الْبَلاءُ
وَتُنْتَهَكُ الْمَحَارِمُ وَالدِّمُاءُ**تُحِيْطُ بِهَا الْمَخَاوِفُ وَالْعَدَاءُ
يَسُوْمُ بِهِ الضِّعَافَ الأَقْوِيَاءُ**وَلِلأَقْوَى بِهَا كَانَ الْبَقَاءُ
عُرُوْشٌ فِيْ تَسَلُّطِهَا الْفَنَاءُ**وَمَا أَوْلاكَ كَاَنَ بِكَ الدَّوَاءُ
فَعَمَّ بِهَا التَّسَامُحُ وَالإِخَــاءُ**قُلُوْبَ النَّاسِ فَارْتَفَعََ الْعِدَاءُ
تَوَارَى الْجَهْلُ وَانْتَشَرَ الضِّيَاءُ**وَلِلتَّوْحِيْدِ قَاَمَ بِهَا الْبِنَاءُ
كَأَنَّ الظُّلْمَ لَيْسَ لَهُ بَقَاءُ **بِخَلْقٍ فِيْهِ قَدْ عَظُمَ الثَّنَاءُ
وَأَكْمَلَ مِنْكَ لَمْ تَلـِدِ النـِّسَــــاءُ) **كَأَنـَّكََ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَشَاءُ)
جَمِيْعُ الْخَلْقِ إِلاَّ الأَشْقِيَاءُ **فَمَكْرُ السُّوْءِ حَاقَ بِهِمْ فَسَاءُوْا
وَكَادَتْ مِنْهُ تَنْفَطِرُ السَّمَاءُ **تَخِرُّ بِهِ وَيَنْهَدِمُ الْبِنَاءُ
تَفَشُّوْا فِيْهِ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ **تَشَابَهَتِ الْقُلُوْبُ فَهُمْ سَوَاءُ
كَفَاكَ فَحُكْمُهُ فِيْهِمْ قَضَاءُ **وَسَلَّمَ مَا تَمَاسَكَتِ السَّمَاءُ