بنت الرافدين

شعر

مُنَاشَدَةٌ عَاجِلَةٌ للسيد/علي الحسيني السيستاني

علي سعيد حزام القدسي

نَـاشَــدتُّــكَ اللهَ الْعَـظِـيْـمَ الشَّـانِ**وَمُـنـزِّلَ الـتَّـــوْرَاةِ وَالْـفُـرْقَـانِ
الْخَاتِمَ الرُّسْلَ الْكِرَامَ جَمِيْـعَهُمْ**بالْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ مِنْ عَدْنَـانِ
أَنْ تَسْتَبـيْنَ الرُّشْدَ فِيْمَا تَـدَّعِـيْ**فِيْ مَوْقِعٍ تَرْعَاهُ (يَاسِسْـتَـانِيْ)
وَمَنْ غَلا فِيْ مَذْهَـبٍ وَلَمْ يَعِ**مِنْ حَاقِدٍ أَوْ مُبْـغِـضٍ أَوْ شَانِ
يَا مُدَّعٍ فِي النَّاسِ نَسْبَ إِمَـامَـةٍ**أَإِلَى (عَلِيٍّ) حًُكْمُـهَـا الرَّبـَّـانِيْ؟!
أَوِلايَةُ التَّكْوِيْنِ قَدْ كَانَتْ لَهُ**فِيْـهَـا وَعِلْمُ الْغَيْبِ فِي الأَكْوَانِ؟!
وَالْخَلْقُ وَالتَّكْوِيْنُ لَيْـسَ بمُمْكِنٍ**لِلْعَـبْـدِ دُوْنَ الإِذْنِ بالإِمْكَانِ
وَاللهُ – بالْغَيْبِ – الْمُحِيْطُ وَلَمْ يَكُنْ**يَوْمَاً لِيُظْهِرَهُ عَلَى إِنْسَانِ
إِلاَّ رَسُـوْلاً يَرْتـَضِـيْـهِ بـعِـلْـمِـهِ**فَلَهُ عَـلَيْـهِ – لِحِـفْـظِـهِ – رَصْدَانِ
أَفَكَانَ - دُوْنَ النَّاسِ - مَعْصُوْمَـاً بهَا**حِـفْظَـاً مِنَ الأَهْوَاءِ وَالشَّيْطَـانِ؟!
وَبقَوْلِهِ وَالْفِعْلِ – كَانَ مُـسَـدَّدَاً**مَا فِـيْـهِ مِنْ خَـطَـإٍ وَلانِـسـيَـانِ؟!
– وَسِوَى رَسُوْلٍ بالرِّسَالَةِ مُرْتَضَىً –**مَاكانَ مَعْصُوْمَـاً لَهُ حِفْظَانِ!
أَبــِـهَــا لَهُ أَوْصَى النـَّبـِـيُّ – بزَعْـمِكُمْ –فَاسْتُخْـلِـفَ الصِّدِّيْقُ بالْعِصْيَـانِ؟!
وَبــِـهَــا يَكَوْنُ الْعَـبْـدُ مِنـَّـا مُؤْمِـنـَـاً**وَبدُوْنِـهَـا يَـغْـدُوْ بلاإِيْمَانِ؟!
وَالرَّاسِخُوْنَ بعِلْـمِـهِمْ لَمْ يَدَّعُـوْا **مِنْ قَبْـلِـكُمْ فِيْ مَذْهَـبٍ حَقَّانِيْ!
وَلاادََّعَى – يَوْمَـاً – (عَلِيٌّ) أَوْ نَـعَـى **حَـقَّـاً لَهُ فِـيْهَـا وَلاالسِّبـْـطَـانِ!
وَلا– عَلَى الصِّدِّيْقِ – أَنْـكَـرَ بَيْـعَـةً**أَوْ كَانَ – عَنْـهَـا – مُحْجِمَاً مُـتَـوَانِ!
فَـهِـمَ الْحَدِيْثَ – ضَُحَى الْغَدِيْـرِ– وَلايَةً**فِي الدِّيْنِ–لا فِي الْحُكْمِ– فِي اسْتِـيْـقَـانِ
فَمَضَى بهَا وَقَدِ اسْتَـقَـامَ لِحُكْمِـهَـا**وَهُوَ الإِمَامُ الْعَالِمُ الرَّبَانِيْ
لَئِـنْ كَانَ أَهْلاً فَالْخِـلافَـةُ بَيْـعَـةٌ**شُوْرَى وَلَيْسَ عَلَيْهِ مِنْ طُـغْـيَـانِ
فَاللهُ فِيْ الْقُـرْآنِ أَنْزَلَ سُــوْرَةً **فِـيْـهَـا وَحُـكْمَـاً وَاجِبَ الإِتْـيَـانِ
(وَأَمْرُهُمْ) إِذْ قَالَ (شُوْرَى بيْنَهُمْ)**وَمَا بـحُـكْـمِ اللهِ مِنْ كُــفْــرَانِ
– وَفِيْمَا قَضَاهُ اللهُ – لَيْـسَ لِمُؤْمِـنٍ**مِنْ أَمْرِهِ شَيْءٌ سِوَى الإِذْعَانِ
فَـعَـنْ سُـنـَّـةِ الإِجْمَاعِ لَمْ يَكُ خَـارِجَـاً**فِيْمَا عَلَيْهِ تَوَافَقَ الْجَمْعَانِ
وَقَدِ ارْتَضَوْا بمَنِ ارْتَضَاهُ نَبيُّـهُمْ**لِصَلاتِهِمْ فَـهُـوَ الإِمَامُ الثـَّـانِيْ
وَرَفِـيْـقُـهُ وَالْخَطْبُ – فِي الْـغَـارِ– مُـحْـدِقٌ **بأَذَى طُـغـَـاةِ الْكُـفْـرِ وَالْكُـهَّـانِ
الثَّـانِيَ الإِثـْـنـيْـنِ كَـانَ وَلَـمْ يَـكُــنْ **مِنْ ثـَالِـثٍ لَهُمَا سِوَى الرَّحْمَـنِ
وَأَوَّلَ مَنْ – فِي النـَّـاسٍ – آمَنَ وَاتَّقَى**وَصَدَّقَ بالإِسْرَا مِنَ الأَعْـيَـانِ
وَمَنْ جَادَ للهِ الْكَرِيْمِ بمَالِهِ**وَلَمْ يُـبْـقِ شَيْـئـَـاً مِنْهُ لِلصِّبْـيَـانِ
سِوَى اللهِ – لِلأَهْلِيْـنَ – ثـُـمَّ رَسُوْلِـهِ**وَمَا كَانَ فِيْمَا جَادَ بالْمَـنـَّـانِ
وَمِنْ بَيْـنِ كُلِّ الصَّحْبِ كَانَ صَفِّيَـهُ**وَأَمِـيْـنَ سِرِّ السِّرِّ وَالإِعْلانِ
وَأَنْسَبَـهُمْ صِهْـرَاً إِلَيْهِ ببنْـتِـهِ**وَأَقْـرَبَـهُمْ لِلْقَلْبِ وَالْوِجْدَانِ
فَكَانَ لَهَا – بالسَّـبْـقِ – أَهْلاً وَلَمْ يَكُنْ**لِفَضْلِ أَبي السِّبْـطَيْنِ مِنْ نُكْرَانِ
وَمَا فِي اجْتِمَاعِ الْمُسْلِمِيْنَ ضَلالَـةٌ**فِيْ دِيْـنِـهِمْ أَوْ فِيْهِ مِنْ بُطْلانِ
فَمَا حَافَ (عُثْمَانٌ) عَلَيْهِ وَلاطَغَى**فِيْ سَـبْـقِـهِ أَوْ قَبْـلَـهُ الشَّـيْـخَـانِ
بَلْ شَاوَرُوْهُ وَنـَـاصَـحُـوهُ فَلَمْ يَكُنْ**إِلاَّ الْمُعِـيْـنَ لَهُمْ بكُلِّ أَوَانِ
وَمَا كَانَ – حَاشَاهُ عَنِ اللَّغْوِ وَالْخَنـَـا **بالرَّافِـضِ السَّـبَّـابِ وَاللَّـعَّـانِ
وَلا بأُمِّ الْمُؤْمِـنِيْـنَ وَغَــيرِهَـا**– بالإِفْكِ وَالْفَحْشَاءِ – بالطَّعَّانِ
أُمَّاً لَهُ كَانَتْ وَزَوْجَ نـَـبـيِّـهِ**وَلَهَا عَلَيْهِ – كَمَا لَهُ – حَقَّانِ
فَعَـلَيْـهِ مِنْ رَبِّي السَّلامُ لَهُ الرِّضَى**وَلِكُلِّ عِتْـرَتِـهِ مَعَ الإِخْوَانِ
وَالْحُبُّ مِنَّا وَالْمَوَدَّةُ إِذْ غَدَا**مَوْلَىً لَنـَـا فِـيْـهَـا مَدَى الأَزْمَانِ
أَحْدَثـْـتُـمُ فِي الدِّيْـنِ حُـكْمَـاً مَا لَهُ**فِي الشَّرْعِ مِنْ أَصْلٍ وَلابُرْهَانِ!
فَاللهُ فِي التَّشْـرِيْعِ لَمْ يَأْمُـرْ بهِ**فِيْ سُـنـَّـةِ الْمُخْتَـارِ وَالْقُرْآنِ
حَرَّجْـتُـمُ الدِّيْـنَ الْقَوِيْـمَ ببدْعَةٍ**إِيْـحَـاؤُهَا – فِـيْمَـا افْـتَـرَتْ – شَـيْـطَـانِيْ؟!
أَفَتَجْعَلُ الْمُؤْمِـنَ إِنْ يُوْقِـنْ بهَا**– وَإِنْ عَصَى – فِيْ جَنـَّـةِ الرِّضْوَانِ؟!
وَكَـافِـرَاً فِيْ جَـحْـدِهََـا مُخَـلَّـدَاً**– وَإِنْ أَطَاعَ اللهَ – فِي النـِّيـْـرَانِ؟!
وَاللهُ لايُقْضَى عَلَيْهِ بخَلْـقِـهِ**ذُوْ الْحُكْمِ بالْقِسْطَاسِ وَالْمِيْزَانِ
الْوَاحِدُ الْقَـهَّـارُ فِيْ عَلْيَـائِـهِ**ذُوْ الْـعَـــــرْشِ وَالْمَلَــكُوْتِ وَالسُّلْـطَـانِ
لِلْعَبْدِ رَحْمَنٌ وَإِنْ يَكُ فَاسِقَـاً**عَـاصٍ فَكَـيْـفَ بطَـائِعٍ مُـتَـفـانِ؟!
لا يَغْفِرُ الظُّلْمَ العَظِيْمَ لِمُشْرِكٍ**وَعلَى سِوَاهُ يَمُنُّ بالْغـُـفْـرَانِ
وَلا مُعَـقِّـبَ – فِي الْعِبَادِ – لِحُكْمِهِ**فِـيْمَـا يَشَاءُ وَمَا لَهُ مِنْ ثـَـانِ
أَفَكُـنْـتُمُ – فِي الأَرْضِ – أَبْلَغَ حِكْمَةً**مِنْ رَبِّـكُـمْ فِيْ خَلْقِهِ الإِنْسَانِيْ؟!
كَيْمَا بهَا تـَـقْـضُـوْنَ بَـيْـنَ عِـبَـادِهِ **فِي الْغَـيْبِ – بالتَّـكْـفِـيْـرِ وَالإِيْمَانِ!
وَلَكُمْ بهَا السُّلْطَـانُ فِيْ جَنـَّـاتِـهِ**وَالنـَّـارِ بالتَّخْلِيْدِ وَالْحِرْمَانِ!
وَالْمُصْطَـفَى الْمُخْـتَـارُ كَمْ قَدْ رَدَّهَا**فِـيْمَـا أَتَى عَنْهُ مِنَ التِّـبْـيَـانِ!
وَمَنْ رَمَى بالْكُـفْـرِ عَبْدَاً مُؤْمِنَـاً **(حَارَتْ عَلَيْهِ) وَبَاءَ بالْخُسْرَانِ!
فَلْتَـتَّـقُـوْا الْمَوْلَى الْعَظِيْمَ بدِيْنِهِ**فِيْمَا أَفَضْتُمْ فِيْهِ مِنْ بُهْـتَـانِ
فَمَا لَهُ مِنْ غَايَةٍ مَحْمُوْدَةٍ**فِيْ أُمَّةِ الإِيْمَانِ وَالإِحْسَانِ
إِلاَّ التَّـفَـرُّقُ وَالتَّمَزُّقُ وَالرَّدَى**– مَا بـيـْـنـَـهَـا – بالْبَـغْـيِّ وَالْعُدْوَانِ!
– مِنْ بَعْدِ عِـزَّتِـهَـا وَوَحْدَةِ صَفِّـهَـا**كَيْمَا تَؤُلُ لِذِلَّةٍ وَهَوَانِ!
وَبهَا حُرُوْبُ الطَّـامِـعِـيْنَ مُحِـيْـطَـةٌ**فِيْ كُلِّ نَـاحِـيَـةٍ مِنَ الأَوْطَانِ!
مَنْ لَيْسَ يَـدْحَـرُهَـا وَ يُخْمِدُ نـَـارَهَـا**إِلاَّ اتـِّحَـادُ الشَّمْـلِ فِي الْمَـيْـدَانِ!
فِي الدِّيْـنِ وَالأَهْدَافِ صَفَّـاً وَاحِدَاً**بتَـكَـاتُفٍ وَتَآزُرٍ وَتَـفَـانِ
فَاسْتَبْصِرُوْا وَاسْتَوْضِحُـوْا وَاسْـتَـوْثِـقُـوْا**وَاسْـتَـفْـصِـلُوْا الْوَحْـيَـيْـنِ فِيْ إِمْعَانِ
فَالدِّيْـنُ يُسْـرٌ بالْهُدَى قَدْ جَـاءَنـَـا**مُتَـكَـامِـلاً مَا فِيْهِ مِنْ نُـقْـصَـانِ
وَمَا عَلَيْـنـَـا بدِيْـنِ اللهِ مِنْ حَرَجٍ**فِي الْعَيْشِ وَالأَحْكَامِ وَالأَرْكَانِ
وَمَا كَانَ – فِي التَّـنْـزِيْـلِ – رَبِّيْ مُفَـرِّطَـاً**شَيْـئَـاً وَجَلَّ اللهُ عَنْ نِسْـيَـانِ
وَقَدِ ارْتَضَى الإِسْلامَ دِيْنـَـاً خَاتَمَاً**وَأَتَمَّ نِعْمَـتَـهُ عَلَى الإِنْسَانِ
فَمَنْ يَرْتَـجِ دِيْـنـَـاً سِوَاهُ وَيَـبْـتَـغِ**فَلَيْـسَ بمَقْـبُـوْلٍ مِنَ الدَّيـَّـانِ
وَالْخَتْمُ صَلَّى اللهُ رَبِّيْ دَائِمَاً**عَلَى الْحَبـِـيْـبِ الْمُصْطَـفَى الْعَدْنَانِيْ
وَالآلِ وَالصَّـحْبِ الْكِـرَامِ جَمِـيْـعِـهِمْ**وَالتَّـابعِـيْنَ النَّـهْجَ فِيْ إِحْسَانِ