أسامة عبد الرحيم
فرك الزمان كفه..
بعد السكوت..
وانبري ..
متمتماً..
في خفوت..
إني أري..
فى الأفق البعيد..
سواد متشح بالسواد..
يسرع الخطى..
في مشهد جنائزي..
يحمل التابوت..
يكفن الكلمات..
يجر ثوب الحداد..
ينتزع الحياة..
من ثقوب الموت..
والشتات..
* * *
ثم توقف..
أخذ نفسا عميقاً..
وأطلق زفرة..
من صدره..
المكبوت..
وانبري ..
متمتماً..
في خفوت..
إني أري..
أسداً باسماً..
رغم الجروح..
مكبلاً في جدار..
زنزانة..
في مكان سرمدي..
تحت بحر لُجي..
من الظمأ..
يغشاه بحر..
من الأمل..
يعصره بحر..
من القهر..
والجبروت..
أو ربما..
من اللامكان..
يأتي الصوت..
صوت إمرأة..
شاحبة..
تجلس باكية..
وفي كفها..
حطام فرح..
وبقايا حلم..
والوشم غائر..
بلون الشفق..
على جدار..
الحرية..
يقول:
لن تلد ولن تولد..
وعبثاً..
لم تعطها الأقدار..
تذكرة للعبور..
من تحت أنقاض..
الحياة..
إلى حدائق..
الموت..
* * *
ضم كفيه..
وزوى حاجبيه..
وصمت قليلاً..
وانبري ..
متمتماً..
في خفوت..
إني أري..
ألف مليار ظالم..
وحاكم..
في ساحة الرهبة..
صامتين..
عن أيمانهم..
ملعونين..
عن شمائلهم..
ملعونين..
جميعهم..
ووكلائهم..
والمصفقين والمهللين..
والمزورين إرادة الشعب..
وزمرة الناخبين..
ملعونين..
وكل أخرس..
من الشياطين..
ملعونين..
القيد حول اعناقهم ..
يضيق ..
والنار تكتم غيظها..
في ضيق..
غضبى ترمقهم..
وعين اللهب..
تضيق..
تسترق..
ذلتهم..
بعد قوتهم..
تلعقهم..
تتذوقهم..
ودخان الظلم..
المالح..
من قيح بطشهم..
يفوح..
وهم يلهثون..
في رعب..
وتوسل..
مبحوح..
* * *
تراجع إلى الوراء..
وأغمض جفنيه..
وبحسرة..
انبري ..
متمتماً..
في خفوت..
إني أري..
شعبا جمعه مطر..
وطرحه مطر..
وغضبته رذاذ..
من مطر..
الشمع الأحمر على الشفاة..
يتربع في أمان..
بعد ان خرس اللسان..
وهو يرتجف..
يسبح بالرضى للقضاء..
والقدر..
رغم الخطر..
والنار من حوله تقترب..
والشريان من الوريد..
ينقطع..
والحزن غائر..
في دمعة طفل..
وقف يرتجف ..
تحت زخات المطر..
رغم الخطر..
وطعم الموت..
في حلق المذياع..
ونشرات الجزيرة..
تغني موال الألم..
ياليل الخطر..
يا عين الخطر..
صدق الوعد..
والمكتوب..
والوطن قد انشطر..
وصوت المؤذن..
في بغداد ..
قد انشطر..
وشريان الروح..
في وادي النيل..
قد انشطر..
ومسري الأنبياء..
في القدس..
قد انشطر..
ياليل الخطر..
يا عين الخطر..
الكل في خطر..
الشمع الأحمر على الشفاة..
واللسان لا زال يرتجف..
يسبح بالرضى للقضاء..
والقدر..
رغم الخطر..
* *
سألته في ألم..
وعبرتي تختنق..
عن الأمل..
ومجئ الفجر..
هل يُحتمل..
رمقني طويلاً..
وانبري ..
متمتماً..
في خفوت..
ذراً بني..
في الأفق البعيد..
أرى غريب..
تُراوحه عاصفة ..
من تراب..
أو هو وهمُُ..
أو هو سراب..
عذراً بني..
كلاب الليل..
تفتش عن الفجر..
في الأزقة ..
والطرقات..
تكمم الأفواه..
تصادر الفرح..
تنبح في وجه..
الصبح..
تعتقل صبية..
تقتلع عين دميتها..
حتى لا تري..
عذراً بني..
لستُ متأكداً..
أني الأن..
أرى..!!