علمونا كيف نبكي الاطلال والديارا
كيف لا نضع حجارة فوق حجارة
ونبقى كسالى .. حيارى
نقضي نهاراتنا في تفاهات
وفي ليالينا نجتر قصص العجائز
ونعصر بؤسنا خمراً
ونسكر حتى الثمالة
لنمجد أميراً فض بكارة
ونصغي له بإمعان
وهو يتحدث عن الطهر والطهارة
علمونا يا تمارا
ان نعيش كالقرود في كهف أو مغارة
أو في غابة نتسلق الاشجارا
ونصرخ بكل صوت
هذا هو التراث والحضارة
وان الحرية مجرد اكذوبة
وموت ودمار للاماره
وأن المرأة عورة واحترامها
ضعف ومهانة للقبيلة
يا تمارا
علمونا كيف نتعرى أمام الجلاد
وننحني تحت السياط
ونتعذب بلا صراخ
ونتألم بلا صوت
ونبكي بلا دموع بصمتٍ
ونمسخ العقول والأفكارا
في زنزانات الحُكام
أو في دهاليز الظلام
أو على أرصفة الغربة
ويسحق زوار الظلام جذوة الشرارة
يا تمارا
علمونا كيف نكون بلا قيود
في أوطاننا أسارى
السكوت عندنا من ذهب
والهمس ممنوع والإشارة
غاب منذ سنين من تجرأ
وتسلق ونادى بأعلى صوت
حطموا الأسوار
يا تمارا
علمونا ان الهزيمة في المعارك
فوزٌ لا خسارة
وإن بيع الأوطان شرف وجسارة
كبيع النساء تجارة لا دعارة
وأن سرقة الفقراء حرفة وشطارة
آه يا تمارا
علمونا كيف على الحقائق نسدل الستارة
كيف لا نخجل من عوراتنا
ونتحدث عن عورات الآخرين بجدارة
كيف نخلق آلهة للموت
ونقدم لها طائعين مواكب العذارى
كيف نذبح الاطفال على صدور الامهات
ونسمي انفسنا بالغيارى
يا تمارا
اسألي امة الغيارى
هل نحن غيارى ؟
يا تمارا
والاعتراف بالخطأ عندنا رذيلة
وخيانة الاخوان فضيلة
وسحق الرؤوس غاية ووسيلة
والرأي الآخر مجرد وهم
وتزوير للعبارة
والتاريخ ملَّ من تزويرنا للعبارة
وتفسير الفن بالقذارة
وأقلامنا ملّت البكاء بمرارة
على حروفنا التي تمجد الأمير والامارة
ونسرنا الذي جعلناه شعاراً
هجر راياتنا الممزقة
والربيع غادر روابينا
فصارت قفاراً
فمن يكتب بعد الآن الاشعاراً
وطائرنا خائف مرتعب
يغني اغنية الموت
(من يصيد الحيتان بسنّارة)
فكيف بأمة تكون خير الأمم
وطاعة ولي الأمر فيها
واجب وفرض وسنة
حتى لو كان حماراً !!
فابكي يا تمارا
ولا تسألي عن الربيع القادم
فانه صار تذكاراً