شعر   

إنحناءة في حضرة الإمام علي ...
 

خلدون جاويد
 


لك أنحني يا أعظمَ العظماء ِ
ياأشعرَ الشعراء والبُلـَـغاء ِ
ولنبل ِ " شِيعـَـتِكَ الأصيلة ِ" أنتمي
لا للدُعاة ِ ولا لكلّ مرائي
ألأغنياءُ أحيدُ عن أعتابـِهم
بل أنضوي للفقر والفقراء ِ
لكنْ بعيني جمرة مخبوءة
حرّى ، تلوذ بدمعة ٍ حرّاء ِ
فلديّ إدغام ٌ يقضّ ُ مضاجعي
استعصى على الفقهاء والحكماء ِ
فيم الفسادُ يعمّ ُ في بلد التقى
والدين والأحناف والعلماء ِ
الشمسُ تسطعُ في عراق ٍ نير ٍ
في حين غاصَ الشعبُ في الظلماء ِ
نهران فيهِ ... دجلة ٌ وفراتـُها
باتا على ظمأ ٍ لرشفة ِ ماء ِ
وطن ٌ تخلّف َعن ريادة ِعصرهِ
والشعب سبّاقٌ بكل عزاء ِ
بغداد بستانُ الربيع وورده ،
حزنى ارتمتْ بثيابـِها السوداء ِ
يستبدل الماضي انبلاجة َ وجهـِها
وصباحِها بالليلة ِ الدكناء ِ
او يُستعاض العيد من افراحِها
بنواحِها ، او ضحكة ً ببكاء ِ
ويقايضون قداسة ً ونيافة ً
من ذكرها بتجارة ٍ سوداء ِ
أشكو اليك بلاغة ً مفقودة ً
علويّة ً عصماءَ في بيداء ِ
من فرط ما أبكي تغطي أدمعي
عيني وتـُردى مقلتي بعَـماء ِ
قد اصبح الماضي غدي ! ياويلتي ..
مستقبلي الموعود صار ورائي
ومع استلابـِهم العقولَ استرخصوا
بيعي بسوق نخاسة ٍ وشرائي
ويحاصصون ويوكلون مناصبا
في الحكم سامية ً الى الجهلاء ِ
ووجوههم ككعوبهم مذعورة ٌ
صفراء في مستنقع " الخضراء ِ"
لايشربون الخمر لكنْ كأسهم
دمع الأرامل في دم الشهداء ِ
أشكو اليك مناحتي وفداحَتي
مابين كر ٍ مُفـْجِع ٍ وبلاء ِ
فهم ارتشوا ومع المفاسد باغتوا
ثغري وظهري بطعنة ٍ نجلاء ِ
في ساحة التحرير ظلما قتـّـلوا
أغلى الشباب وأبأس البؤساء ِ
يستوردون كواتما ً مِنْ جارة ٍ
جذماء بل من "مومس ٍ عمياء ِ"
غدروا "بنابتة البلاد " بأرضِها ِ
وبنخلها ِ وبأهلها ِ الاُصلاء ِ
قالوا تحررت الشعوب فاذ بهم
حرب ٌ على الاحرار والسجناء ِ
أشكو اليك تقاربا ً وتصاهرا ً
وتواطؤا ً مع اقذر الدخلاء ِ
الطائفيون الذين تمايزوا
وتحيّزوا في فكرة ٍ جوفاء ِ
نظروا الى الإنسان وفق خصيصة ٍ
نظرية ٍ نازية ِ الاهواء ِ :
البيت اُورثه لإبن ٍ واحد ٍ
في حين أن جميعَهم أبنائي .
قلب العراق مقطـّعٌ بسيوفهم
والروح قد نـُثرتْ الى أجزاء ِ
حكروا عليهم لهفتي ومحبتي
دمعي على اكوابهم ودمائي !
فكأنما الأفكار محض تحزّب ٍ
في نهج تقريب ٍ وفي إقصاء ِ
من راح يتبعني فذلك صاحبي
اوراح يعذلني فمن أعدائي
لو جاء إسلام ٌ على أيديهم ُ
اعلنتُ منه برائتي وبرائي
هم يحفرون قبورَهم بأكفـّـِهم
مرضى وعلّـتـُهم ببيت الداء ِ
أشكو اليك تحيـّزا بولائِهم
وتهالكا ً في النهب والإثراء ِ
فكيان دولتِهم جدارٌ فاسدٌ
تبا ً لهمْ والموت للعملاء ِ
" ومسيلمه ْ الكذاب " عرقوب ٌ بلا
عهد ٍ ولا وعد ٍ ولا استحياء ِ
لو كان أفعى كنتُ أقطعُ رأسَهُ
او عقربا لسحقتها بحذائي
أشكو اليك من الرؤوس خسيسَها
واهيلُ نيرانا على البُلـَداء ِ
هم زوّروا اسمَ العراق وروحَهُ
بيَد ِ الأعاجم ِ كبّلوا زورائي
قم ياعراقيّ َالكرامة ِ منقذا ً
عـُنقا يلوذ بقبضة ِ الحرباء ِ
قمْ ياعراقيّ َالأصالة ِ رافعا ً
رأسَ العراق وقفْ على أشلائي
ازحفْ على تيجانِهم وعروشهـِمْ
زحفَ اللهيب ِ براية ٍ حمراء ِ
قمْ وافتد ِ الوطنَ الأسير بنهضة ٍ
ماحرّرَ الأوطانَ غيرُ فدائي .
 

 

Google

 

z
 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com