شعر
شعب
تونس أراد الحياة..
شعر علي حتر
للشاعر التونسي أبي االقاسم الشابي)
أبا القاسم افرح.. فشعبك حرٌ
أراد الحياة فلبّى القدرْ
وأشعل ليلَهُ حتى انجلى
وحطم قيد الخنا فانكسر
شبابُه عانق شوق الحياة
فخرّ له اليأس حتى اندثر
ودمدمَت الريح في كل فج
تغني نشيدك... أحلى وتر
فردّ د معْها الصدى بلعزيزيُّ..
بالنار لبّى الندا واستعرْ..
فحيّى الشبابُ.. نِداك ونارَهُ..
ثاروا وألغوا صنوف الحذرْ..
أحبوا صعود الجبال قتالا..
ولم يقبلوا الذل بين الحفر..
وما أيأستهم صعاب الطريق
ولم يقبلوا العيش.. عيش الحجرْ
وهبوا إلى المجد لم ينحنوا..
واستلذوا اختيارا... ركوب الخطر..
تحدوا لصوص القصور الطغاة..
فخر زعيم اللصوص وفرّْ
وقامت تغني الرياح.. وتعزف
للشهداء بأحلى وتر
وراحت ترد عليها الرعود
ويرقص للنصر معها المطر
نبيّا لها كُنْت أنت فلّبتْ
نداءك يوم انبعاث الشررْ
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فهذه تونس.. فيها الخبر
وكالبهلوي لم يجدْ ملجأً..
له ابن علي ومعه الزُمْر
ومثل سهارتو بأندونيسيا
وطاغي الفلبين يوم انكسر
ومثل النميريّ.. فاروق أيضا..
سلاسل ظلم.. أعادي البشر..
خبرناهمو أهلَ نهبٍ وسلبٍ..
وحلْمُ نِساهمْ خزين الدررْ
بتونس ثارت تغني نداك..
جموع "الغلابى".. بفر ٍّ وكرّْ..
"إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر"
فردّت عليها جموع الغلابى
بمصر وقبل بزوغ السحَر
"وللنصر يلزم حتى يدومَ..
سقوطُ طغاةٍ لصوص أُخرْ"..