شعر
بيارق
الجياع
حميد الحريزي
دوت صفارات إنذار ٍ
حصنوا
القصور
عززوا
الثغور
أَغلَقوا الحدود
وراقبوا المد ارج
فقد جاءنا ما يلي:-
استيقظ ابن ((غفار))
اهتزت قصور ((بن علي))
جاءكم رفيق
((علي))
لابد من قرار
لابد لليل أن ينجلي
((حيدر))* في البصرة لازال فرنه يفور
((محمد))** بو عزيزي
لازال يواصل
الحضور
نفض الجياع
تراب القبور
في
مصر
في الجزائر
في كل
أرجاء بلدان العرب
((جيفارا))
لم يعرف القنوت
نجمة حمراء
وقبعة
له في كل دار
((الحلاج))
يرفض أن يتوب
دجلة العظيم
وزع سره
على
القلوب
في الشمال
والجنوب
بين بيوت الصفيح
في متاهات الحقول
بين الأزقة
ودور
بلا نور
لازال
((الغفاري)) يجوب
ينادي
بصوت جهير
يا معشر
الجياع
حتى متى تبقون في
ضياع
سأمت كراسي الحكم
من طول تربع
الملوك
في القصور
نسمع عهر
الغلمان
والعبيد
من غياهب السجون يتسلل
صرير الأغلال
والحديد
يطالبونكم بحسن السلوك
يباركون لكم الايدز
والسل
والحشيش
ولكن
إياكم
أن تمسوا كراسي
الملوك
******
تعالوا
أطفالنا الحفاة
من
تونس
من
مصر
من
دمشق والعراق
من ارض دجلة
والفرات
في بحيرات الذهب الأسود
يسبحون
وبطونهم جياع
تتسول أمهاتهم في
الطرقات
تنغص السير
على راكبي
((الهمر))
انا الصادق جئتكم
أقول
من :-
يهادن القصر
من يرتضي
الفقر
ملعون في الحياة
والممات
آ لا هبوا يا ملايين الجياع
في السهل
في الجبل
في الأغوار
في الاهوار
وفي البقاع
((محمد)) و((حيدر)) و((فاطمه))
أوقَدوا
بأرواحَهم
فتيل
الصراع
((الغفاري)) و ((جيفارا))و((خالد))***
بيارق
العدل
خرجوا من بيوت
الصفيح
خرجوا
مع
وجع نزف
الجريح
من
فم
كل طفل جائع
يصيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــح
مبسمه
يقول
أئمة العدل
غادروا الضريح
شتتوا جمع أهل
النفاق
كشفوا عن وجوه الأدعياء
القناع
نحن أئمة العدل
نحن حرب على
الفقر
لازالت سيوفنا تطارد
القهر
لا زلنا
ولازالت مبادئنا
لا تباع
أسموكم
الرعاع
ولكنهم لصوص
حرفوا
الدساتير
وزوروا النصوص
من قال((بوعزيزي)) انتحر
((بو عزيزي))
فجر
الخوف
((بو عزيزي))
دق
رأس
الخطر
يابنيتي لا اعرف الكسل
شهادتي في صدر
ألعربه
قالوا
عملك غير نظيف
يضايق ((ليموزين)) الأمير
فلنطبخ الروح
بزيت
كان
يريد أن ينضج الرغيف
أنضج ((بوعزيزي)) الجسد
مشويا
بفرن
السلاطين
مرفوع
الجبين
فهبت الملايين تساءل ((أسوء العابدين))
من أي قوم
يكون
من أي طينة
ومن أي دين؟؟؟
((النواب)) غير ملام****
حين
وجه لكم
الكلام
((اولاد قراد الخيل...))
ها قد دقت ساعة
الخطر
انتهى
الجدب
وجاء
المطر
حان وقت تحرر
البشر
هل
جاء ((المنتظر))
يعم الكون
السرور
تغرد الطيور
تفتح
الزهور
فليختفي السلاطين
بلغ
الغيض منتهاه
المارد الجبار
قد
ظهر
فهل
من يسكن((الخضراء))
والقصور
المضاءه
راجع
النفس
هل
فَهمَ
الدرسَ
والعِبَرْ؟؟
* محمد شهيد انتفاضة الكهرباء في البصرة في العراق
** الشاب التونسي الذي احرق نفسه واشعل فتيل انتفاضة شعبية عارمة في تونس
لم تزل قائمه.
*** الشهيد خالد احمد زكي قائد انتفاضة اهوار الناصرية في جنوب العراق ضد
سلطة البعث عام 1969.
**** مظفر النواب الشاعر الثوري العراقي الشهير.
آ لا هبوا يا ملايين الجياع ...
حميد الحريزي
أشكر كل من قدمّك
وأشكر كل من رآكَ وسمع صوتكَ العربي العراقي الحبيب الأصيل
وأقول وأقسم لكَ أنه شرف لي أن أقرأ لكَ كل هذا الشعر .......
قصائد تختزن الواقع بالذاكرة
أنتَ ذاكرة وذكريات وقوة كل الذين رحلوا من العراق إلى الغربة
أنتَ ؟؟؟
من أنتَ؟ حميد الحريزي ؟؟؟
الشاعر المتجدد في الكيان والبيان
يختصر الكون ومصير العراق وما صار إليه بقصيدة بين يديكَ ؟
شكراً لكَ ..
كل طفل جائع
يصيـــــــــــــــــح
مبسمه
يقول
أئمة العدل
غادروا الضريح
شتتوا جمع أهل
النفاق
كشفوا عن وجوه الأدعياء
القناع
نحن أئمة العدل
نحن حرب على
الفقر
لازالت سيوفنا تطارد
القهر
لا زلنا
ولازالت مبادئنا
لا تباع
أسموكم
الرعاع
ولكنهم لصوص
حرفوا
الدساتير
بيارق الجياع / حميد الحريزي
** أين ترى الشعر الآن في خارطة الأدب العربي؟ هل ثمة علامات بارزة تؤكد
حضوره بقوة؟
ـ الشعر حاضر في الشعوب كوجود فني دائم. ولا أعتقد أنه يمكن تغييبه عن حياة
المجتمعات، باعتباره قيمة عليا للتعبير ولتبادل المشاعر والصور والرسائل
المعرفية. الشعر بريد الأرواح، وقد لا تتوقف حركة ذلك البريد حتى بعد
اختفاء البشر من على سطح الأرض، لأن البريد الشعري ذاك سيستمر بإيصال
الرسائل المشفرة ما بين الأموات والأحياء ضمن منظومة هندسية تملك طاقة خاصة
للاستمرار بنقل المشاعر ما بين الموجود واللاموجود. ومن هنا يمكن التوكيد
بأن الشعر هو في واقع الأمر تربة الأدب العربي الحمراء الذي تنبع منه بقية
الفنون بمختلف طرائق التعبير عن الجوهر الإنساني.
إما البحث عن علامات تشير إلى حضوره فهم الناس أنفسهم. أعني أن وجود الشعر
مرتبط بوجود الناس على هذه الأرض. باعتقادي كل مخلوق بشري إنما هو مقطع من
الشعر. مقطع يختلف عن الآخر ولا يتطابق معه إلا في حالات جد نادرة. من هنا
علينا أن ندرك بأن الطبعات الشعرية مثلها مثل بصمات الأصابع تفسد فيما لو
تطابقت خطوطها. لأن الاختلاف جوهر المادة الشعرية ومجالها الحيوي.
(أسعد الجبوري) ...
جوزيه حلو ـ فرنسا