شعر
فَهِمْتُكم
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
فـهـمْـتُـكـمْ بـعدَ أعوامٍ iiوأعْوامِ
الآنَ أدْركـتُ مـعـنـى أنَّكم iiبشرٌ
فـهـمـتكم يا بَني شعبي وقدْ iiلعِبتْ
نـعـم ، ملأْتُ سجوني من iiأكَارِمكمْ
حـكـمـتُ بـالسِّجنِ تأبيداً iiلطائفةٍ
ولَـمْ تَـدَعْ سَـعْـيَـها للدِّينِ iiطائفةٌ
جَـعَـلْتُ أرضكُم الخضراءَ iiمُعْتَقَلاً
أطْـلَـقْتُ فيكم على ظُلْمٍ iiجَلاَوِزَتي
نـعـمْ ، جَـعَـلْتُ بيوتَ اللهِ iiخاوِيةً
حـتـى الأذانُ تـوارى عن iiمآذِنِكم
أمَّـا حـجـابُ العذارى فهو مُعْضِلةٌ
نَـعَـم ، جـعلتُ منَ الطُّغيانِ لافِتةً
لـكِـنَّـني الآنَ يا شعبي وقد iiسَلَفَتْ
أقـولُـها ، ونجومُ الليلِ تَشْهَدُ لي ii:
فـهِـمْـتُـكـم ، فلقدْ صرْتم عَمَالِقةً
فـهمتها الآنَ ، إنِّي قدْ ظَلَمْتُ ، iiولمْ
ولـمْ أقـدِّمْ طـعـاماً للجياعِ ، iiولم
ولـمْ أقـدِّمْ ثـيـابـاً للعُراةِ ، iiولم
فـهِمْتُكمْ ، فافْهَموني ، وافْهموا iiلُغتي
إنّـي سـأفـتَـحُ أبوابَ العطاءِ iiلكم
هـيَّا ، ضعوا في يدَيْ أيديْ iiتعاونُكم
إنِّي صحوتُ على نورِ الصَّباحِ ، وقدْ
فـهمتكم ، أيُّها الشعبُ الذي iiدعَسَتْ
الآن أدْركـتُ أنِّـي كـنتُ في iiنفقٍ
* * ii*
أَنْـهى الحديثَ ، ولمْ يفطن iiلخطبتهِ
وجَـلْجَلَتْ صرْخةُ المستهزئينَ بهِ ii:
نـسـيْـتَ أنَّ لـنـا ربًّـا نلوذُ iiبهِ
الآنَ أدْركـتُ ،تـفريطِي iiوإِجْرامي
لـكـمْ حـقوقٌ ، ولستُم محضَ أنعامِ
بـكُـمْ جـنـودي وقوَّاتي iiوأَزْلامي
وكَـانَ تـعـذيـبُـهم رمْزاً لإقْدامي
أَصْـلَـيْـتُـها في سجوني نارَ iiآلامِ
أُخـرى ، فأصْدَرْتُ فيها حُكمَ iiإعْدامِ
حـقَّـقـتُ فيهِ بسيفِ الظُّلْمِ iiأحلامي
مـا بـيـنَ لـصٍّ وكـذَّابٍ iiونمَّامِ
مِــنْ كُـلِّ داعٍ وصـوَّامٍ iiوقـوَّامِ
وعـن وسـائـل إعلاني iiوإعلامي
حَـاربْـتُـهـا بـإهاناتي iiوإرْغامي
فـيـهـا معَالِمُ مِنْ قَسْري iiوإلْزامي
أيَّـامـكـم بـمـآسـيـها iiوأيَّامي
فـهِـمْـتُـكم ، وإليكم فضْلُ iiإفْهامِي
وكُـنـتُ أبـصـرُ فيكم شكلَ iiأقْزامِ
أرْحـم فـقـيراً ، ولمْ أَلْطُفْ iiبأيْتامِ
أقـدِّمْ الـمـاءَ لـلـمُسْتَنجدِ iiالظَّامي
أمـنـح تـلامـيـذكم حِبراً iiلأقلامِ
وقـابـلـوا لُـؤمَ أخـلاقي iiبإكرامِ
وسـوفَ أُصـدِرُ للإصلاحِ أحكامي
يـا أخـوتـي وبني عمِّي iiوأرْحامي
طـوَيـتُ عِـقْدَينِ في ظُلْمٍ iiوإظلامِ
أحـلامَـه في طريقِ الجَوْرِ iiأقدامي
مـنْ غـفْـلَـتي وضلالاتي iiوآثامي
إلاَّ الـصَّدى و الّلَظى في قَلْبِه iiالدَّامي
فـاتَ الأوانُ ، فـلا تـركن iiلأوهامِ
إذا تَـطَـاوَلَ فـيـنـا جَورُ iiحُكَّامِ