شعر
خالد الطبلاوي
لَم تزَلْ حُوريَّتِي الخَضراءُ تُبدِي سِحرَهَا
في النَّهْرِ تَغسِلُ شَعرَها
مِرآتُها وَجهُ المِيَاهِ
وَمِشطُها كَفُّ النَّسِيمْ
مَا مَلَّ حِضنُ النَّهرِ يَوماً حُبَّهَا
بِالسِّرِّ تُوحِي مِن قَدِيمْ
في كُلِّ يَومٍ تَصطَفِي مَوجاً جَدِيداً
تُودِعُ الأَسرارَ فِيهِ
ثُمَّ يَمضِي بَعْدَ أنْ تَهْنَا ذَوائبُها بِفِيهِ.
مِهرَجانُ اللَّثمِ والوَصلِ الحَمِيمْ
لا يَنتَهِي أَبَداً
فَإنَّ النَّهرَ مَعشُوقٌ قَدِيمٌ
عَاشقٌ لِجَمالِهَا
قالَ الرُّوَاةُ:
اعْتَلَّ يَوماً مَاؤهُ، فَبكَتْ عَلَيهِ
تَحسَّسَتْ حِرصاً يَدَيهِ
وَأَرسَلَتْ بـِ(الإسْبِرِينِ)[1]
فَعادَ مُمتَلِئاً وَمُمتَنًّا
لِمَعْدِنِها الرَّحِيمْ
أَوَّاهُ يَا صَفْصَافَتِي
يَا لَيتَنِي كُنتُ الحَبِيبْ
يَا لَيتَنِي لَم أَفْقِدِ الشَّعْرَ الذي أَسْدَلتِهِ فَوقِيْ
بِعَطفٍ لا يَغِيبْ
يَا لَيتَنِي لَمْ أَعرِفِ الهَجْرَ الذَّمِيمَ
وَفُزْتُ بِالظِّلِّ الرَّطِيبْ
مَا عَوَّضَتنِي عَنكِ أَحضَانُ العَمَائرِ يَا حَنُونْ
تِلكَ الأَكُفُّ اليَابِسَاتُ
تَلُوكُني فِيها السِّنُونْ
ما زالَ يَعْصِرُني الحَنِينُ إلَيكِ،
يَقتُلُني الجَوَى حُزناً عَليكِ
فَإنَّنِي..
مَهمَا جَثَتْ حَولِي القُلُوبُ
فإنَّ حُبَّكِ لاَ يَهُونْ.
شجرة الصفصاف هي المصدر الأساسي للمادة الذي يصنع منها الإسبرين.