بنت الرافدين

شعر

شموس ٌ تطل ُ

الموسيقى نائمة كالمرأة
تحلم ُ بأنها ساقية
قرية على سفح الطفولة
عند مصب الأحلام
واندلاع المطر ..
أرض ٌ من الدمع
ترقد ُ تحت الجفون
الشمس ُ تشرق ُ من غيمة ٍ
الزهور لم تعد وديعة
الوردة ُ تـُشعل ُ ثورة ً
العصافير هجرت السماء
وهرعت إلى الشوارع
تـُعلن ُ العصيان َ ..
الدموع أقسى من الشوك
سقط الأطفال ُ من البراءة
بعد أن اتسخت ثيابهم
من البكاء ..
الكرسي العائم على بحيرة الدمع
المنصوب كالرمح في الخاصرة
الذي يجلس ُ عليه الغبار ُ
ويعتليه ِ ملوك ٌ محنطون
المصنوع من ذهب ٍ ودم
باعه ُ حمال ٌ فقير ٌ
في سوق الخردة
ليشتري بثمنه ِ الخبز َ والحليب .
جيفة من ورد
فاحت رائحة جثة ٍ
مدفونة ٍ في الذاكرة .
رائحة قمر ٍ ميت
في سماء قاحلة
من النجوم .
صباحات ٌ على شرفة الأمل
تطل ُ من سماء ٍ بعيدة
وشموس ٌ كانت نائمة
تبزغ ُ من بيوت الطين .
صحراء ٌ ينبجس ُ منها الماء ُ
موتى وأحياء ٌ يملئون
الأفق َ بالصراخ ..
عصافير ُ الصباح تقرأ ُ
ما يكتب الشعراء ُ وقت َ السحر .
في خلوته ِ المَلك ُ
جالس ٌ في المتاهة
تاركا ً الرجُل َ ذو الأسمال
يتربع ُ على كُرسيه ِ
بينما يحدق ُ هو في الفراغ .
بشراسة ٍ ونُبل ٍ يهجم ُ النمل ُ
على جثة المَلك ِ المُحّتضر
ينهبها قبل أن يموت .
في الضريح تتشمم ُ الكلاب ُ
رائحة َ ذهب ٍ متعفن .