شعر
متى أرى
العراق ؟
خالد محمد الجنابي
ينعم بالدفءِ والسلام
وأرى النور في البيوت
يبددُ الظلام
والنفوس مطمئنة
ملؤها الحب والوئام
واشاهد الراعي
بفترش العشب كي ينام
تاركاً خلفهُ القطيع
يرتع في السهول
واتمكن ان اقول
ماأريد ، أو لا أقول
واحدَّث الاخرين
عن نصرنا على الهزيمه
واننا ليس لكل طامع غنيمه
متى أرى العراق ؟
شامخا يزهو بين ألأمم
نافضا عنه ، غبار المحن
وآهات ألألم
طاردا عنه الغزاة
وعراة الذمم
وبغداد تزهو
وتكتب التاريخ
بأبهى قلم
متى أرى العراق ؟
يبصق الغرباء
ممن أحالوا التراب
الى ساحةٍ
لسفك الدماء
وأقسموا أن لا يتركوا
بيتاً دون عزاء
وأن تبقى الطفولة
رهينة الذل والحرمان
لا تعرف النور
والضياء
والشباب يحني الرؤوس
محذور عليه النظر
نحو السماء
متى سنبني ؟
ما دمرتهُ الحروب
لاتقولوا صبراً
عذراً ياصبر ايوب
عذرا يارب السموات
ياعلام الغيوب
فتلك الوجوه الصفراء
من جوع ٍشاحبات
كأن ليس لنا ذلك الكنز
عراق
عراق عراق عراق
شهقة ًمع حروفكَ الغاليات
أشمّ ُرائحة البارودِ والدخان
تملأ المكان
أليس لنا عطر الزهور ؟
وعبق النخيل الباسقات
حرّى دمعتي تنهمرُ ليلا ً
فوق وسادة الاهات
حين استرجع مشاهد الفوضى
تعجّ ُ بها الطرقات
وأنين اليتامى
وعويل الثاكلات
متى أرى العراق ؟
يمتلك القرار
ويفعل مايريد ، بمعزلٍ
عن دول الجوار
ويعزف اللحن عذبا
تتراقص عنده الاوتار
ويمسح الدموع
من عيون الشيوخ
والنساء والصغار
ويفتح المطارات والموانىء
لتستقبل العائدين
عبر الاجواء والبحار
ويعود الشمل نديا
ويجف بحر الدموع
بعد طول انتظار
وتطوى صفحات الغربة
وتشرق شمس النهار
وأرى الاطفال
في الحدائق يهيمون
يسرحون
يمرحون
يلعبون
وأرى همس المحبين
بين الظلال
متى أرى العراق ؟
كما اتمنى ان اراه
أم أنه صعب المنال ؟