شعر
وتصنعُ
فجرَها مِصرُ
خالد صبر سالم
وترفعونْ
أذرعَكمْ كيْ تقطفوا الورودَ مِنْ حدائق الشموس، تقطفونْ
أصواتـُكم تخرجُ مِنْ قلوبنا
قلوبـُكم تنبضُ مِنْ أصواتِنا
وفوقَ قـَيْدٍ مُزمن ٍ
إلى غدٍ تطيرُ في سمائهِ حَمائمٌ بيضاءُ تركضونْ
يا أيّـُها الشبابُ ، يا روحي لكمْ
ها شيبتي تحني لكم قامتـَها
تـُقبّلُ الأيدي التي ترفعُ للسماء عنفوانـَها
تـَرسمُ للعالـَم في جباههِ أحزانـَها
هذي السيوفُ والبغالُ والجمالُ المُدجَنـَه
قدْ هُزمَتْ أمامَكمْ
فـَرَّتْ إلى داحسَ والغبراءْ
فـَرَّتْ إلى ظلام تلكَ ألازمنهْ
ونورُكم إلى رحابٍ حُرّةٍ ينطلقُ
والشهداءُ فوقـَكمْ أرواحُهمْ تحْدو بكمْ ، تـُحدِّقُ
تثقبُ غـَيمَ بُؤسِها فيستفيقُ غــَيثـُها وللربيع يَخفقُ
تعزفُ في خارطةِ النهار اُغنيّاتِها
فيرتقي ، يرقصُ في جبين مصرَ المشرقُ
يا أيّـُها الشبابُ ، يا حُبّي لكمْ
أنتمْ لنا مدرسة ٌنـُصْغي إلى اُستاذها إذ ْيَنطقُ
يُعطي لنا الدروسَ في حريّةِ الشعوبِ
يوقظـُنا مِنَ السُباتِ المُزمن الرهيبِ
لكي نرى الطوفانَ في تـنـّورهِ يفورُ
مَركبُهُ لشاطئ ٍ مُنعَتِق ٍ يسيرُ
أشرعة ٌتهتفُ في الدروبِ
تـُغرقُ في غضبتِها الفرعونَ إذ لا هَرَمٌ يَدفنُ مومياءَهُ
بلْ إنّ أقداما ًلهُ تبحثُ عنْ هروبِ
يا أيّـُها الشبابُ في كلِّ البقاع الباكيهْ
وحيثـُما يجْلدُكمْ إملاقـُكمْ وقـيدُكمْ
وحيثـُما يستأذبُ الطاغيهْ
ها تونسٌ تقفزُ فوقَ نومِكمْ
ها مصرُ في هلالِها يَرسمُ ألـْفَ قـُبْلة في جبهةِ الصليبِ
قدْ جاءِتا إليكمُ في زفـّةِ الحبيبِ للحبيبِ
الجوعُ قدْ وحّدَِكمْ والقـيدُ قدْ وحّدكمْ
لا تجعلوا الطغاة َيخدعونـَكم إذ يلبسونَ جُبّة َالشيوخ والرهبانْْ
لا صوتَ هذا اليومَ إلآ صوتـُكمْ
ولا ولاءَ ــ يا حُبّي لكمْ ــ إلآ إلى الحريّهْ
حريّةِ الأوطان ِوالإنسانْ
إلى غـدٍ مُسْتوثبٍ رحيبِ